أكدت مصادر اقتصادية بمدينة العيون، في تصريحات لـ«هنا الصحراء»، أن الغياب المتكرر والدائم لمدير المركز الجهوي للاستثمار لجهة العيون – بوجدور – الساقية الحمراء، محمد جعيفر، عن مقر عمله بمدينة العيون، يثير جدلًا واسعًا وتساؤلات مشروعة في الأوساط الاقتصادية والإدارية بالجهة.
وحسب معطيات حصلت عليها «هنا الصحراء» من متتبعي الشأن المحلي، فإن جعيفر يقيم بشكل دائم في إحدى مدن الداخل، بعيدًا عن الجهة التي يتولى إدارتها، ولا يحضر إلى العيون إلا نادرًا، في مناسبات غالبًا ما تسبق زيارات وفود استثمارية أجنبية للمنطقة.
وحتى في تلك المناسبات، يُلاحظ أنه يكتفي بالإقامة في أحد الفنادق المصنفة، دون اتخاذ إقامة دائمة بالمدينة، وهو ما اعتبره العديد من المتابعين أمرًا لا يليق بمسؤول يمثل واجهة استثمارية وترابية لجهة تحظى برعاية ملكية خاصة وتعيش دينامية اقتصادية متسارعة.
هذا الوضع، بحسب فاعلين محليين ومستثمرين تحدثوا إلى «هنا الصحراء»، يثير الاستغراب، خاصة في ظل حاجة المركز إلى قيادة حاضرة ميدانيًا، قادرة على مواكبة المشاريع وتتبعها عن كثب، عوض الاكتفاء بإدارة عن بُعد لا تواكب التحديات اليومية التي تواجه المستثمرين.
وتساءل هؤلاء عن مدى منطقية أن يتولى مسؤول مهمة إقناع المستثمرين بالجهة، في حين لم يستثمر هو نفسه حتى في الاستقرار بها، ولا يتوفر على سكن دائم فيها، ما يعكس، برأيهم، غياب الالتزام الحقيقي بالمسؤولية المنوطة به.
ويأتي هذا في وقت تسعى فيه المملكة إلى الرفع من نجاعة المراكز الجهوية للاستثمار بالأقاليم الجنوبية، وتفعيل دورها في تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات النوعية، وهي مهام لا يمكن تحقيقها، بحسب المهنيين، دون حضور فعلي ويومي في الميدان.
يُذكر أنه، إلى حدود الساعة، لم يصدر أي توضيح رسمي من إدارة المركز الجهوي للاستثمار بجهة العيون – بوجدور – الساقية الحمراء، بشأن هذه المعطيات أو لتبرير غياب مديرها المتواصل عن المقر الرئيسي لعمله.



































