رصدت جمعية المحافظة على الحياة البرية عودة ظاهرة نهب المستحثات الجيولوجية النادرة بمنطقة الجريفية، التابعة لإقليم بوجدور، حيث يعمد مجموعة من الأشخاص إلى التنقيب العشوائي في سبختي “كران” و”البريج”، بحثا عن حفريات تعود لحقب جيولوجية قديمة، دون أي احترام للضوابط العلمية والمهنية المعمول بها في هذا المجال.
وكانت الجمعية قد دقت ناقوس الخطر منذ شهر فبراير الماضي، حين وثقت انتهاكات خطيرة استهدفت هذا الإرث الطبيعي الثمين، وقدمت حينها شكاية للجهات المعنية التي تفاعلت بشكل فوري مع الحادث. إلا أن المستجدات الأخيرة كشفت عن ضبط شاحنات محملة بحفريات مجهولة المصدر في طريقها إلى مراكش، بالتزامن مع انتشار بيع هذه الكنوز الطبيعية القادمة من مناطق غير محددة.
مصادر مطلعة أكدت للجمعية أن المنقبين غير الشرعيين عادوا مجددا إلى سباخ الجريفية، غير مكترثين بالتنبيهات السابقة، في ظل غياب واضح للقطاعات الوصية على حماية التراث الجيولوجي، ما يهدد بتدمير معالم جيولوجية وتاريخية فريدة كان من الممكن أن تساهم في التعريف بالمنطقة عالميا وتعزيز التنمية المستدامة عبر التثمين العلمي والسياحي لهذه الحفريات.
وأهابت الجمعية بالسلطات المحلية والمصالح المختصة إلى التحرك العاجل واتخاذ التدابير الصارمة لوقف هذا النزيف، داعية إلى وضع استراتيجية واضحة لحماية وتثمين هذا الموروث الطبيعي، بما يضمن استدامته للأجيال القادمة.
