أكدت مصادر حقوقية في تصريحاتها لـ«هنا الصحراء»، أنه و منذ 15 ماي 2025، يعيش سكان حي 3 بدائرة “الكلتة” التابعة لمخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر ، وضعاً مأساوياً جراء الانقطاع التام لمياه الشرب، في ظل صمت مطبق من قطاع الماء التابع لقيادة جبهة البوليساريو ، التي لم تتدخل رغم مرور أسابيع على تفاقم الأزمة.
أحد المواطنين من الحي عبر في أكثر من مناسبة عن حجم المعاناة اليومية، مؤكداً أن الأهالي يُحرمون من أحد أبسط حقوقهم الأساسية، و هو الوصول إلى الماء، في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.
و رغم علم قيادة البوليساريو المسبق بهذه الوضعية الكارثية، إلا أنها لم تتخذ أي إجراء فعال، ما فتح الباب أمام موجة غضب و اتهامات بالتقصير والإهمال، وسط شبهات تحوم حول الأسباب الحقيقية لهذا الصمت المريب.
مصادر محلية تشير إلى أن الأزمة قد تكون مرتبطة بملفات فساد تضرب القطاع، تشمل صفقات مشبوهة، و بيع غير قانوني للآليات، و سوء تسيير، فضلاً عن نهب للمحروقات المخصصة للمشاريع المائية.
في السياق ذاته، أثارت غيابات الوزير المتكررة و الطويلة عن مقر عمله، رغم تواجده داخل المخيمات، الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً في ظل حديث متداول عن إنشغاله بعلاقات مشبوهة مع بعض المدونين و أشباه الصحفيين، إلى جانب أفراد يُعرفون بابتزازهم للمسؤولين مقابل منافع شخصية، ما يعكس اختلالاً خطيراً في سلم الأولويات داخل الوزارة.
وتزامنت أزمة حي 3 مع حوادث تخريبية غامضة استهدفت منشآت مائية في ولاية السمارة، إلى جانب تخريب في شبكة المياه قرب منطقة “الشهيد بلة”، ما دفع البعض إلى ربط هذه الاعتداءات بصراعات داخلية بين الوزير و مدير المنظمة المنفذة لمشاريع المياه، ما يزيد من تعقيد المشهد و يُرجح فرضية التلاعب بمصالح المواطنين في صراع نفوذ شخصي.
و في تصريح لأحد سكان ولاية السمارة قال : “إن ما يجري اليوم لم يعد مجرد فشل إداري، بل جريمة إنسانية وأخلاقية متكاملة الأركان، تتحمل جبهة البوليساريو و قيادتها مسؤولية مباشرة عن معاناة مئات الأسر”.