عزيزتي المرأة الصحراوية..عادات مجتمعك سر عزك تمسكي بها!

نجاة حمص8 مارس 2025
عزيزتي المرأة الصحراوية..عادات مجتمعك سر عزك تمسكي بها!
نجاة حمص

بشمال المملكة، الصحراوية هناك معروفة بأنها الجميلة الأنيقة، المرأة التي تضع الاهتمام بنفسها كأولوية قصوى، القارورة التي لا تتحمل التعب والمشقة، المدللة، المحروسة بإخوة وعائلة و “عزوة” وحزمة من العادات والقيم التي تجعلها نفيسة، غالية، عزيزة، صعبة المنال وبعيدة عن متناول الاطفال، لذلك تراها مرغوبة.. وبشدة.

كلما كان للمرأة ظهر وسند، كلما كانت لها مكانة وحظوة لدى الرجل وعائلته، والعكس صحيح، وبذلك تمتاز الصحراوية التي هي في حمى أهل وقبيلة وأبناء عم وعشيرة، يشدون من عضدها، يساندونها في كل حالاتها، وإذا شعرت المرأة بالأمان زادت ثقتها وعلا استحقاقها وترفعت عما لا يليق بقدرها وقدر أهلها فصعب نيلها..وما يحصل عليه بسهولة، يترك ببساطة.

كان مهر المرأة الصحراوية وفخامة زفافها كابوسا يؤرق العابثين والمتلاعبين و المتسللين، فاستعانوا بالإعلام الهابط والفن “النص كم” ووسائل التواصل الاجتماعي، ليوجهوا سهام النقد والتخريب صوب عزها و”نصرتها” وبعدها عن السفاسف والحضيض، مطالبين بخفض المهر والغاء العرس و تحريم “الدفوع” والإنفتاح وترك الحبل على الغارب.. وقد كاد أن يتحقق مرادهم.

كبرياء الصحراوية وعنفوانها لطالما أبعد ضعاف النفوس والمختلين والمعتلين الاجتماعيين، استقامة ظهرها وذقنها المرفوع لطالما عقدا الرعاع، حاولوا بلا فائدة التعلق بطرف “ملحفتها” فلما لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا، حاولوا إقناعها بالتواضع.. التنازل.

تجريد المرأة الصحراوية من قيم وعادات مجتمعها، هو السبيل الوحيد للتخلص من جاذبيتها وإطفاء ألقها وإخفاء بريقها وروعة حضورها، الطريق الأقصر نحو سبر أغوار امرأة عصية وغامضة، والتجريد لن يكون صريحا و فصيحا، قد يبدأ الأمر بمحاولة من الإعلام الهابط أو بفيلم من أفلام “النصف كم”.. بقصة عشق ممنوع مثلا.

على مر السنوات التي كنت فيها مستشارة أسرية في إحدى المنتديات النسائية المعروفة، تلقيت رسائل بالمئات، من فتيات تمردن على الأسرة والموروث والمتعارف عليه من أجل عيون الحبيب، تشبثن بيد الغرام فلم يظفرن إلا بالأصبع الأوسط من اليد، لم تسعد فتاة تنازلت و ضحت من أجل حبيبها.. أقسم لك!.

لم، ولن أوصي فتاة بالتملص من وصاية الأهل وتقديم “اخلاگ” غريب، على من تربطها بهم أواصر القرابة والدم، فللوالدين نظرة ثاقبة نادرا ما تخطئ، بحكم السن والتجارب والخبرات، وللإخوة حدس و معرفة بالرجال وأساليبهم وألاعيبهم النفسية السوداء، ولأبناء العمومة أهمية لن تعرفيها الا حين تقعين في مخلفات سوء التقدير، فاحذري التملص من بني جلدتك!.

الحب شعور نبيل ورقيق، لكن الإنتماء هو أساس بناء الشخصية السوية والقوية، والممنوع مرغوب وكلما بعدت عليهم الشقة ازدادت اللهفة، وقد أبدعت المرأة الصحراوية في وصف لوعته وشدة وطئه ب “تافلويت” أو اثنتين من “التبراع”، كلمة ورد غطاها، فشعر المرأة الصحراوية لم يعرف بطول ولا حشو لا وإطناب، بيتان قادران على وصف مشاعرها و التغني بحبيبها، و”المتبرعة” لم يكن يعلن لها عن اسم ولا ملامح، حتى لا تكون “امسيليبة” معروفة على رؤوس الأشهاد.. متمنعة و عزيزة النفس حتى في الحب.

قد يحاولون الدخول من خلال الحديث عن حقوق المرأة المهضومة، التباكي على التخلف والرجعية، وذلك لن يزيد المرأة الصحراوية المثقفة إلا تشبثا بتقاليد وعادات المجتمع، وهي تقرأ وتسمع مراجعات لأشهر من مشى في درب الانحلال والتفسخ من القيم والتمرد على الأهل، فعاد وهو يعض الأنامل من الغيظ، وما مشاهير السوسيال ميديا منا ببعيد، والعلم نور وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

يجاهدون لكشف غموض وجاذبية المرأة الصحراوية، وبينما عالم التواصل الاجتماعي يكتشف علم الطاقة، و يفغر فاه وهو يسمع من الخبراء الأجانب عن أهمية الطاقة الأنثوية للمراة وما تجلبه لها من رفاهية ورغد و عيش كريم،.. هنا نساء لهن جدات لطالما ربين النشء على “اتنسوي” و”زين” الحالة والتصرف كأميرات مستحقات لكل ماهو جميل، هنا.. تدرب الصغيرة على بطئ الحركة والابتسامة المرسومة الأبعاد وطريقة تقليب كؤوس الشاي، نساء الصحراء سبقن مشاهير علماء وعالمات الطاقة، وذلك سر جاذبية المرأة الصحراوية.

وقبل تراند حقوق المرأة دللت الصحراوية، تعلمت من الجدات كيف تحب نفسها، فأحبها الكون كله، وما هانت ولا عندما تخلت عن نصائح كبار السن وعادات وتقاليد المجتمع.

 

 

تحياتي

 

 

نجاة_حمص

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *