بدأت تنتشر في بعض حفلات الزفاف بالصحراء خلال الأسابيع القليلة الماضية، مظاهر تبذير غير مألوفة، حيث وثقت مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لرمي أوراق نقدية فوق رؤوس مطربين قادمين من موريتانيا، في مشاهد وصفت بأنها غريبة عن العادات الصحراوية الأصيلة.
هذه الممارسات و حسب مهتمين بالشأن المحلي في تصريحاتهم لـ«هنا الصحراء»، التي ظهرت في مناسبات محدودة داخل مدن الصحراء، أثارت جدلا واسعا بين مؤيد يرى فيها مجرد “حرية شخصية”، و معارض يعتبرها “إساءة إلى صورة المجتمع الصحراوي المعروف بالكرم، لا بالبذخ الاستعراضي”.
سيدي ابراهيم أحد سكان مدينة العيون، قال في تصريح لـ«هنا الصحراء» : “هذه التصرفات لا تعكس حقيقة أوضاع الأسر الصحراوية، أغلب العائلات بالكاد تنهي الشهر دون ديون، فما بالنا برمي المال بهذه الطريقة المستفزة.”
من جانبه، أكدت حجبوها من مدينة السمارة أن الظاهرة دخيلة : “أعراسنا لها طابعها الخاص المرتبط بالدين و التقاليد و الكرم، لكن تقليد بعض حفلات الأعراس عند بارونات المخدرات أو الأثرياء في الشمال جعل البعض يعتقد أن المظاهر تعطي قيمة اجتماعية.”
و يشير باحث اجتماعي في الثرات الحساني بالداخلة في حديثه مع «هنا الصحراء»،، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تضخيم هذه السلوكيات : “المشكل أن المقاطع التي تنشر تظهر جزءا صغيرا من المجتمع و كأنه القاعدة، بينما الواقع أن الغالبية ترفض هذه المظاهر وتتمسك بعاداتها الأصيلة.”
يذكر أن الظاهرة، رغم محدوديتها، تحتاج إلى وعي جماعي، حتى لا تتحول من مجرد “تقليد عابر” إلى ممارسة اجتماعية تضغط على الأسر و تجعل الزواج يرتبط بالمظاهر بدل المودة و الرحمة.