منذ أن تداول مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها “توثق لعملية توقيف أشخاص حاولوا التسلل إلى مدينة سبتة المحتلة”، نهاية الأسبوع، قبل أن يصدر توضيح رسمي من سلطات مدينة الفنيدق يقول إن الصورة “حقيقية لكنها قديمة” ولا ترتبط بما حدث في المدينة خلال الأيام الماضية.
وتُظهر الصورة عشرات الأشخاص، نصف عراة، بالقرب من سيارات “القوات المساعدة” بينما وضع بعضهم يديه فوق رأسه، فيما يبدو أنها عملية توقيف واسعة النطاق.
ونقلت وسائل إعلام وطنية عن سلطات مدينة الفنيدق تأكيدها أن “الصورة التي أظهرت مركبات للقوات المساعدة و أشخاصا نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة هذه المركبات أو قبالة حائط إسمنتي” لا علاقة لها بالتدخل الأمني لإحباط محاولات هجرة لسبتة شهدتها الفنيدق نهاية الأسبوع الماضي.
لكن السؤال هو من إلتقط هذه الصورة ؟ و الواضح أن من أخذ الصور كان يصور من زاوية واضحة و أخذ وضعية مريحة، و ليست صورة مأخوذة خلسة أو تصوير صحفي دخل للحظات تم صور و فر، حتى أن الصورة التي تُظهر سيارات القوات المساعدة كانت صورة “مدروسة” بإحترافية و مُتعمدة أن تأخذ في خلفيتها سيارات القوات المساعدة، مما يعني “صعوبة” نفي أنها في المغرب.
السؤال هنا ليس هل الصور حقيقية أو مزيفة، بل السؤال الحقيقي يجب أن يكون، من أخرج الصورة التي زلزلت أركان أم الوزارات (وزارة الداخلية) و من المستفيد من تسريبها في هذا الوقت بالذات ؟ هل هي تصفية حسابات بين أطراف معينة ؟ أم هي تحصيل حاصل لتجاذبات قديمة داخل النظام الأمني ؟
كل هذه الأسئلة سوف تُكشف إجاباتها في المستقبل القريب جداً، و لا شك في أن البحث عن أجوبتها يدخل في صلب إختصاصات النيابة العامة، الذي أمر الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف بتطوان بفتح تحقيق مُعمق في شبهتها يوم أمس الثلاثاء.
الضحية في “قضية” تسريب الصورة “المُهينة” للكرامة الإنسانية، سيكون طبعاً كبش فداء من داخل مقر وزارة الداخلية، و في الدرجة الأولى الوالي “خالد الزروالي” الوالي مدير الهجرة و مراقبة الحدود بوزارة الداخلية، و بعده وزير الداخلية “عبد الوافي لفتيت” الرئيس المباشر للوالي الزروالي، و هذا ما أراده من سرب تلك الصور التي لفت العالم بعد نشرها من طرف قنوات إخبارية عالمية و حضورها بمواقع التواصل الإجتماعي بقوة منذ يومين.
و الغريب في قضية تسريب الصور، هو أن يوم أمس و اليوم، وصل مئات المهاجرين السريين من أخر مكان زاره الوالي خالد الزروالي نواحي مدينة طانطان، حيث وصل اليوم أكثر من 6 قوارب هجرة سرية في سابقة من نوعها بشواطئ الأقاليم الجنوبية للمملكة، مما يطرح الكثر من الشك عن من يبعث رسائله المشفرة لمديرية الهجرة و مراقبة الحدود بوزارة الداخلية، و من خلالها للوالي الزروالي؟
هنا الصحراء | هيئة التحرير