وُلدت رضيعة حديثة الولادة، كاملة وازنة، ليلة الثلاثاء الماضي على الساعة الثالثة و ثلاث دقائق صباحا، وهي تعاني من مشكل في الأكسجين، و بعد ساعات قليلة من ولادتها، تم نقلها رفقة والدتها، قبل أن توضع داخل الحاضنة (اللّجّاجة)، لتبدأ رحلة معاناة قصيرة لكنها مؤلمة.
و في إتصال هاتفي مع «هنا الصحراء» أكد أحد أقارب الضحية، قائلاً : “أنه في تلك الليلة، خضعت الرضيعة لتدخل طبي و تم تزويدها بالأكسجين، حيث تحسنت حالتها بحمد الله، وأصبحت صباح اليوم الموالي في وضع صحي مستقر”. و أضاف المتحدث “و خلال يوم الأربعاء، ظلت حالتها جيدة طيلة النهار، إلى حدود وقت صلاة العشاء، حيث تعرضت فجأة لأزمة حادة في الأكسجين أدخلتها مرحلة الخطر”.
و أردف قائلاً “و بفضل الله، ثم بفضل تدخل ممرضة، جزاها الله خير الجزاء، والتي حضرت في وقت لم تكن فيه ضمن نوبة الحراسة، تم الاتصال على وجه السرعة بالطاقم الطبي، وبعد حوالي نصف ساعة من التدخلات، تم إنقاذ الرضيعة مؤقتًا”.
غير أن علامات الاستفهام بدأت تتكاثر في اليوم الموالي، خاصة حول عدم إخضاع الرضيعة لفحص بالأشعة (الراديو) لتشخيص حالتها، رغم أن هذا الإجراء يُعد ضروريا و أساسيا في مثل هذه الحالات، و هو أمر يعلمه جميع العاملين بالمجال الصحي، من أطباء و ممرضين، بل إن طبيب الأطفال كان قد أعطى أوامر صريحة لطبيبة المستعجلات بإجراء الفحص بالأشعة ليلة الأربعاء، إلا أن ذلك لم يتم.
و كان من شأن هذا الفحص أن يكشف في وقت مبكر عن وجود سوائل في الرئتين، يُرجح أنها ناتجة عن الإفراط في تزويد الرضيعة بالأكسجين، ما كان سيسمح بتدخل طبي مناسب و إنقاذ حياتها.
وتطرح عائلة الضحية عدة تساؤلات مؤلمة : كيف يُغامر بحياة رضيعة من طرف طبيب يوجد في عطلة؟
و لماذا، بعد التأكد من استقرار حالتها، لم يتم إخضاعها للفحوصات اللازمة؟
و لماذا لم يتم تسليمها لأسرتها من أجل نقلها إلى مدينة العيون قصد استكمال العلاج؟
هذه أسئلة مشروعة تبقى عالقة، في انتظار كشف الحقيقة كاملة وتحمل المسؤوليات، إنصافًا لروح بريئة رحلت، ولعائلة مكلومة تبحث فقط عن الحقيقة.



































