أثار اليوم الخميس 13 نونبر الجاري، الإعلان عن مغادرة أحد أطباء التخدير بالمستشفى الجهوي بكلميم موجة واسعة من الاستغراب والقلق في أوساط مهنيي الصحة والساكنة المحلية، خاصة في ظل الخصاص الحاد الذي تعيشه الجهة على مستوى الموارد البشرية الطبية، وخصوصًا أطباء الإنعاش والتخدير الذين يُعدّون حجر الزاوية في ضمان استمرار الخدمات الحيوية بالمستشفيات.
و بحسب ما قالته مصادر مهنية في حديثها مع «هنا الصحراء»، ، فإن الطبيب المعني كان يُعتبر من بين الأطر القليلة التي تغطي عدّة تخصصات حرجة داخل المستشفى، من بينها الإنعاش، غرف العمليات، و التكفل بحالات الطوارئ المعقدة. ومع رحيله، يُخشى أن تتأثر خدمات الجراحة والعمليات المبرمجة بشكل مباشر، إضافة إلى احتمال تسجيل ضغط أكبر على ما تبقّى من الأطر الطبية داخل المرفق الاستشفائي.
وتُبرز هذه الواقعة—وفق متتبعين للشأن الصحي بالجهة—استمرار نزيف الأطر الطبية بجهة كلميم وادنون، التي لا تزال تُصنّف ضمن الجهات الأكثر معاناة من الهجرة المهنية سواء نحو القطاع الخاص أو خارج الوطن، في ظل غياب شروط العمل الملائمة ونقص التجهيزات الطبية الحديثة، مما يجعل الحفاظ على الموارد البشرية تحدّياً متواصلاً.
كما خلفت مغادرة الطبيب حالة من الاستياء وسط الفاعلين المحليين، الذين وصفوا الأمر بأنه “إنذار جديد” حول هشاشة المنظومة الصحية بالمنطقة، داعين وزارة الصحة إلى التدخل العاجل لتعويض الخصاص وتوفير الحد الأدنى من الأطباء المتخصصين لضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين.
و تجدر الإشارة إلى أن جهة كلميم وادنون تتوفر على عدد محدود من الأطباء المتخصصين في التخدير والإنعاش، وهو ما يجعل أي انتقال أو استقالة في هذا التخصص تؤدي مباشرة إلى ارتباك في سير المستشفى، واندلاع نقاشات متجددة حول ضرورة إعادة النظر في سياسات توزيع الموارد البشرية على المستوى الوطني.



































