ذكـــرى الحـــسم

هيئة التحرير2 نوفمبر 2025
ذكـــرى الحـــسم

 

بحلول السادس من نونبر، تحل الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها الراحل المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه.
إن خمسينية هذه الذكرى لن تكون عادية في خضم الأحداث والمتغيرات الإيجابية التي عرفها النزاع المفتعل حول أقاليمنا الصحراوية.

فالذكرى الخمسون مرتبطة بصحرائنا التي قال عنها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله إنها ” *النظارة التي نرى بها العالم”.*

ويعرف الشعب المغربي عندما زحف بكبيره وصغيره، وسلاحه القرآن وإيمانه بشرعية أحقيته في استرجاع أرض سُلبت منه في سياق استعماري فرضته ظروف دولية.

كما يعرفها الصحراويون الذين تشبثوا بمغربيتهم وبيعتهم، وبوحدة وطنهم التي لا تقبل التجزيء ولا التقزيم، وينتظرون من صاحب الجلالة، حفظه الله، المبادرة بتنزيل الحكم الذاتي والذهاب نحو المستقبل لقطع الشك باليقين.

وتعرفها محكمة العدل الدولية التي أقرت بوجود روابط بيعة بين الصحراويين والعرش العلوي، ببيعة صادقة تؤمن بمغرب متعدد عرقياً ودينياً.

ويعرفها أيضاً مؤسسو “البوليساريو” الذين أعلنوا توبتهم ولبّوا نداء ” *إن الوطن غفور رحيم”.*

كما يعرفها دعاة الانفصال الذين يعيشون بيننا ويتمتعون بهامش حرية لا يجدونه في مخيمات تندوف.

وتعرفها المنظمات الدولية التي أبهرها مستوى النموذج التنموي، الذي جعل من صحراء قاحلة مدناً تضاهي كبريات المدن الداخلية للمملكة، وجعلها صلة وصل مع العمق الإفريقي، كان آخرها مبادرة الأطلسي.

ويعرفها كذلك قادة جيش الجوار الذين ظنوا أن إغلاق الحدود سينهي الوجود، غير أنهم أعطونا فرصة لنزداد اعتماداً على أنفسنا.

كما تعرفها المنظمات الحقوقية الدولية التي سلمت أمرها للواقع بعدما تأكد لها أن موضوع حقوق الإنسان حسمه المغرب منذ أن أطلق صاحب الجلالة المصالحة التاريخية، وقطع مع ماضٍ اتفقنا جميعاً على اللاعودة إليه. أما بعض الانزلاقات الفردية فهي لا تمت لتوجهات المملكة بأية صلة، ومرتكبوها نالوا جزاءهم.

وتعرفها أيضاً كبريات الدول وأعضاء مجلس الأمن الدولي الذين توالت اعترافاتهم بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية.

ويعرفها المستثمرون وكبريات الشركات الدولية التي جعلت من الأقاليم الصحراوية قبلة لاستثماراتها، لأنها تؤمن بمغربيتها وبمناخها الآمن، نتيجة استقرار يتيح احتضان الرأسمال المعروف عنه أنه “جبان” ولا يجازف في مناطق الاضطراب.

وأخيراً، يعرفها الشعب المغربي الذي ضحى من أجل صحرائه التي استرجعها بعد أن فرق الاستعمار بينه وبينها ثمانين سنة، وأقسم أنه لن يفرط فيها مهما كلفه الثمن.

وكل ذكرى، ومغربنا آمن مطمئن، بفضل الله وبفضل جلالة الملك، الضامن لوحدته الترابية، وللديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان.

مصطفى عماي:رئيس جمعية شباب الحكم الذاتي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *