في كل يوم وقبل بزوغ الفجر، يخرج عمال النظافة إلى الشوارع والميادين والمرافق العامة ، ليقوموا بعملهم الصامت في تنظيف وتجميل محيطنا. إنهم الأبطال الخفيون الذين يعملون في صمت، دون انتظار للشكر أو التقدير.
يعمل عمال النظافة في ظروف صعبة لا تثنيهم الحرارة او البرد ، ويواجهون تحديات كبيرة في أداء مهمتهم. إنهم يقومون بجهود جبارة للحفاظ على نظافة بيئتنا، وحماية صحتنا، وتحسين جودة حياتنا .
من هذا المنطلق، نوجه عدستنا اليوم من اجل تسليط الضوء على هذه الشريحة ، خصوصا مع ماتشهده مدينتنا من احتفالات بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء المظفرة ، حيث يشتغلون ليلا ونهارا، من اجل ان تكون مدينة السمارة في حلة تعكس شعارها الذي زين ساحة المسجد الكبير نحب السمارة we love smara ، تكريمهم كتقدير لجهودهم الخفية. إنها فرصة لنشكرهم على عملهم الدؤوب، ونعبر لهم عن امتناننا لما يقدمونه لنا وللمجتمع.
ليس هذا فحسب، علينا ان نعمل على جعل فكرة نظافة محيطنا ليست على عاتقهم وحدهم ، وانما مسؤولية جماعية يشارك فيها الفرد من خلال تحسين سلوكه البيئي ،ومسؤولية المجتمع المدني الذي يتحمل الثقل الاكبر في نشر هذه الثقافة من خلال استقطاب الشباب وتاطيرهم، وزرع قيم المواطنة الحقة التي كما فيها حقوق فيها واجبات ، واجبات يجب ان تزرع كما تزرع الحقوق و تسقى بماء العمل الميداني ، من خلال حملات النظافة والتشجير ورسم الجداريات ، لأننا اكثر نعيب محيطنا و ننذب حظنا فيه ، ونرسمه بلون رمادي فاقد للحياة .
بل إن البعض يقارن محيطنا بمدن لا تختلف عنا من حيث التعداد السكاني ولا الامكانيات ويتناسى دوره كفرد ،ولعل مايقوم به المجتمع المدني أهم بكثير، حتى لو سخرت الدولة كل امكانياتها لجعل محيطنا اجمل .
وبالعودة الى موضوع عمال النظافة، لايسعنا إلا أن نشكركم على جهودكم الخفية. نعلم أن عملكم ليس سهلاً، ولكنكم تقومون به بكل تفانٍ وإخلاص. إنكم تستحقون كل التقدير والاحترام، و في النهاية نأمل أن يكون تكريم عمال النظافة فرصة لتعزيز الاهتمام بقضايا النظافة والصحة العامة. كما نأمل أن يكون هذا التكريم دافعًا لعمال النظافة لمواصلة عملهم الجاد والمخلص.
هنا الصحراء: علي عدي