جريدة “الحل” تكتب عن دعم ايران لجبهة البوليساريو

رئيس التحرير18 يوليو 2024
جريدة “الحل” تكتب عن دعم ايران لجبهة البوليساريو

نشرت جريدة “الحل نت” مقالا للكاتبة فادية سمير بعنوان “المغرب يواجه حربا ناعمة على جبهتين: هل تنجح إيران في مخططها ؟”، وتطرقت الكاتبة في موضوعها الى دعم ايران لجبهة البوليساريو.

في مستهل مقالها، تحدثت الكاتبة عن إتباع إيران لمناهج واستراتيجيات مختلفة في التعامل مع كل دولة وشعب، بهدف تسهيل اختراقهم، وتأسيس قاعدة لها بما يتناسب مع أهدافها؛ وإنطلقت الكاتبة لتشير لتنظيم إيران لرحلات جوية مباشرة بين إيران والجزائر، لإرسال مليشيات مما يؤكد على مرحلة جديدة من التعزيز العسكري واللوجستي من إيران لجبهة “البوليساريو”. 
وأردفت الكاتبة ان المعدات شملت طائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف مضادة للدبابات بالإضافة إلى معدات اتصالات تهدف إلى تعزيز القوة العسكرية لجبهة “البوليساريو”.

و أشارت الكاتبة إلى مشاركة جنوب إفريقيا، التي بلا شك ستعطي بُعداً إضافياً لهذا الوضع المعقّد بالفعل، مؤكدة أن الدعم قد إمتد إلى المجال العسكري، لا سيما أن شركات جنوب إفريقيا زوّدت “البوليساريو” بالمعدات العسكرية وساعدت في تدريب مقاتليهم والمرتزقة الإفريقيين والسوريين” بحسب مقال الكاتبة.

ولم تستغرب الكاتبة من ضلوع الجزائر كونها تدعم تاريخيا البوليساريو وتمدها بكل الدعم، مبرزة أن التدخل الايراني كان على مستوى “الحرس الثوري” الإيراني، الذي انخرط في إرسال نخبة القوات المسلحة الإيرانية، بالإضافة للمستشارينَ والمدربينَ العسكريين لدعم “البوليساريو”. بإشراف الجنرال سعيد شنقريحة، قائد الجيوش الجزائرية، لتسهيل وصول الميليشيات الإيرانية وتنسيق المساعدات اللوجستية والعسكرية.

وتضيف الكاتبة فادية سمير على لسان المختص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، أنه بشكل عام وعلى مدار أربعة عقود مضت، فالسياسة الخارجية الإيرانية خاصة في المنطقة العربية تعتمد بالأساس على الاختراق والاستقطاب وصناعة الفوضى.

والحقيقة بحسب حديث الهتيمي ، أن إيران نجحت عبر ما اعتمدت عليه في سياستها الخارجية في أن تحدث استقطابا احتدّ في الكثير من الأوقات في الصف العربي، وهو ما أضعف الموقف العربي بشدة في مواجهة محاولات طهران لمدّ نفوذها في العديد من البلدان، حتى أضحى ذلك أمراً صعباً للغاية.

مشيراً إلى الهدفين الرئيسيين لإيران وهو توسيع النفوذ، والقدرة على توظيف هذا النفوذ بما يحقق المصالح الإيرانية.
وأضافت الكاتبة على لسان المختص في الشأن الايراني اسامة الهتيمي فيما يخص الدور الإيراني في دعم جبهة “البوليساريو” وتوتر العلاقة مع المملكة المغربية، بأن الكشف عن دعم عسكري جديد تقدمه إيران للجبهة ليس بجديد، فقد فضحت المغرب مرارا وتكرار هذا الأمر ما دفع المملكة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مقدّمةً الكثير من الأدلة والقرائن على اتهامها لإيران بدعم الجبهة سواء على المستوى السياسي بتأييد عملية الانفصال أو المستوى العسكري عبر تدريب كوادر الجبهة على يد بعضٍ من رجالات “الحرس الثوري” أو “حزب الله” اللبناني أو بتقديم الأسلحة الحديثة لهم.

وذكرت الكاتبة في مقالها أن إشتعال الوضع بين المغرب وإيران بشأن صراع الصحراء إلىى إعتقال السلطات المغربية ممول “حزب الله” اللبناني قاسم تاج الدين في الدار البيضاء بتاريخ آذار/مارس 2017 وهو في طريقه إلى بيروت من غينيا بيساو.

ووفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، قدم تاج الدين تمويلًا لـ”حزب الله” عبر حُزمٍ نقدية تصل إلى مليون دولار. وبعد اعتقاله، تم تسليمه إلى الولايات المتحدة ومحاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب.

أدى اعتقال تاج الدين إلى زيادة التوترات بين “حزب الله” والمغرب، وبالمثل خلق تقارب أكثر بين جبهة “البوليساريو” والحزب. إذ إن علاقتهما المباشرة بدأت في عام 2016 عندما شكّل “حزب الله” لجنة في لبنان لدعم جبهة “البوليساريو”.

في عام 2018، سلّم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ما يسمى بـ”الملف السري” إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الذي كان “في حالة صدمة” خلال لقائهما في طهران، وكشف الملف عن اجتماعات بوساطة إيرانية بين كبار مسؤولي “حزب الله” اللبناني وممثلي جبهة “البوليساريو” في مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر.

وختمت الكاتبة مقالها بحديث المختص في الشأن الإيراني، ناجح النجار، الذي أكد صأن الدعم الإيراني لجبهة “البوليساريو” حيث المنطقة المتنازع عليها بين الجزائر والمغرب، ما هو إلا شكل من أشكال المدّ الشيعي كما حدث في بعض دول الشرق الأوسط

مشيراً إلى أن هدف إيران منذ عقود هو تصدير الثورة الإسلامية وتحقيق وولاية الفقيه، ما يجعلها تنفق أغلب مدخلاتها الاقتصادية على أذرعها الخادمة لفكرة المدّ الشيعي وفرض النفوذ الإيراني، ولهذا ليس من الغريب تقديم الدعم العسكري لجبهة “البوليساريو” طالما هذا يصبّ في بسط نفوذها دون مراعاة النتائج التي تترتب على هذا الدعم. فمثلا قد يتسبب التقارب بين الجزائر وإيران إلى التباعد العربي عن الجزائر تماما كما حدث في السابق مع سوريا، فالمهم بالنسبة لإيران هو تحقيق الأجندة الإيرانية بأهدافها الشيعية.

هنا الصحراء| متابعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *