علمت «هنا الصحراء» من مصادر مهنية مطلعة أن السلطات المحلية المغربية بمنطقة الكركرات الحدودية، إمتنعت عن السماح بعبور جثمان سائق شاحنة مغربي لمدة خمس أيام،حيث تُوفي يوم السبت الماضي داخل الأراضي الموريتانية إثر مضاعفات إصابته بداء الملاريا، ما فجّر حالة من الاستياء العارم في صفوف زملائه السائقين.
و وفق المعطيات التي حصلت عليها «هنا الصحراء» ، فإن الجانب الموريتاني استكمل جميع الإجراءات الإدارية والصحية المرتبطة بترحيل الجثمان، بالتنسيق مع المصالح القنصلية المغربية في نواذيبو، والتي أصدرت بدورها رخصة رسمية لنقله نحو التراب الوطني. غير أن العملية اصطدمت برفض مفاجئ من طرف السلطة المحلية عند معبر الكركرات، دون تقديم توضيحات بشأن أسباب هذا المنع، ما أدى إلى بقاء الجثمان في العراء لمدة يومين.
وأفادت المصادر ذاتها أن التأخر في تسوية الوضع تسبب في تحلل الجثمان وانبعاث روائح كريهة منه، الأمر الذي أثار غضباً شديداً بين صفوف السائقين المهنيين، معتبرين ما وقع “إهانة لحرمة الموتى وتقزيماً لمكانة فئة تلعب دوراً محورياً في تأمين سلاسل الإمداد الوطنية، خصوصاً خلال فترات الأزمات”.
وشدّد عدد من المهنيين على أن هذا الحادث المؤسف يعكس “تعاملاً غير لائق مع شريحة ظلت في الصفوف الأمامية طيلة فترة جائحة كورونا لتأمين احتياجات المواطنين”، محذرين من احتمال اتخاذ خطوات احتجاجية تصعيدية في حال استمرار هذا الوضع.
و تؤكد وثائق رسمية صادرة عن شرطة بلعوينة في نواذيبو، تتوفر «هنا الصحراء» على نسخة منها، أن الوفاة وقعت يوم 26 يوليوز الجاري نتيجة مضاعفات حادة للملاريا، وتم التعرف على هوية المتوفى بحضور القنصل العام المغربي ومساعده، قبل أن تُستكمل جميع الإجراءات المتعلقة بتسليم الجثة إلى الجانب المغربي.
وفي السياق ذاته، توصلت «هنا الصحراء» أيضاً برخصة رسمية صادرة عن القنصلية المغربية في موريتانيا، تجيز نقل الجثمان إلى أرض الوطن لدفنه في مسقط رأسه بإقليم تارودانت، ما يزيد من حدة التساؤلات حول دواعي المنع المفاجئ على المعبر الحدودي.
الشيء الذي تحقق بعد مرور خمس أيام، من تواجد جثة السائق على الحدود الموريتانية المغربية، حيث تم السماح للجثة بالدخول. و دفنها بمسقط رأس السائق المهني