ذكرت مجلة The Africa Report في تقرير نشرته اليوم، أن السلطات البلجيكية تسلّمت بارون المخدرات البلجيكي-المغربي عثمان البالوتي، أحد أبرز الأسماء في شبكة “المافيا المغربية” (Mocro Maffia)، وذلك عقب ترحيله من الإمارات العربية المتحدة يوم 8 يوليو الجاري.
وبحسب المجلة، فإن البالوتي، البالغ من العمر 38 عاماً، كان قد أوقف في دبي نهاية العام الماضي، ورفض تسليمه خلال أكثر من ستة أشهر قضاها رهن الاعتقال، إلى أن تم تنفيذ عملية ترحيله بموجب اتفاقية التعاون القضائي الثنائية بين بلجيكا والإمارات الموقعة سنة 2021.
ووفقاً لنفس التقرير، يُعد البالوتي شخصية محورية في الجيل الثاني من المافيا المغربية ذات الأصول المغربية-الهولندية، المتخصصة في تهريب الكوكايين إلى أوروبا. وقد حُكم عليه غيابياً في سبتمبر 2024 بالسجن سبع سنوات، على خلفية تهريب 840 كلغ من الكوكايين من الإكوادور، كما يُواجه تهماً إضافية في قضية أخرى تتعلق بـ11 طناً من الكوكايين، قد تصل عقوبتها إلى 20 سنة سجناً.
المحامي الدولي نِك كوفمان، الذي يمثل البالوتي في عدد من القضايا، أكد للمجلة أن موكله “ينفي جميع التهم الموجهة إليه”، وأن “الملف البلجيكي يستند بشكل أساسي إلى رسائل مشفّرة تم اعتراضها عبر تطبيق SKY ECC”، مشيراً إلى أن الدفاع سيطالب بإثبات قانوني قاطع لمشروعية هذه الأدلة.
ويشير التقرير إلى أن البالوتي، وهو ابن مهاجرين مغاربة من أصول أمازيغية، كان قد غادر بلجيكا منذ 2016 واستقر في دبي، حيث عاش حياة الترف وافتتح مطعماً شهيراً في دبي مول. كما طاله تحقيق أمريكي يتعلق بتبييض أموال تُقدّر بـ100 مليون دولار عبر شركات في الإمارات والصين، وتم إدراجه في القائمة السوداء لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، إلا أن كوفمان نفى وجود أي ملاحقات قانونية أمريكية مفتوحة ضده حتى الآن.
وأضافت المجلة أن البالوتي تأثر شخصياً بعد مقتل ابنة شقيقته “فردوس” ووفاة شقيقه الأصغر، اللذين يُعتقد أنهما قُتلا في إطار تصفية حسابات مرتبطة بحرب المافيا، وهو ما جعله يبتعد عن الأضواء في السنوات الأخيرة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن البالوتي سيخضع في بلجيكا لاستجوابات عدة في ملفات تتعلق بالاتجار بالمخدرات، وتبييض الأموال، وتكوين شبكة إجرامية، وسيتولى الدفاع عنه محامٍ بلجيكي، بينما سيستمر كوفمان في إدارة ملفه القانوني على الصعيد الدولي.