شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة موجة من التدوينات والمنشورات التي تسابقت على نسبة مشروع دراسة بناء مطار بمدينة بوجدور إلى جهود عدد من المنتخبين المحليين و الجهويين، في ما بدى أشبه بمحاولة دعائية سابقة لأوانها مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل منشورات متشابهة في الصياغة والتسلسل الزمني، مع اختلاف بسيط في أسماء المنتخبين الذين نسب إليهم الفضل في إطلاق دراسة المشروع. فبينما تداولت بعض الصفحات تصريحات وزير النقل واللوجيستيك عبد الصمد قيوح عقب اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والتنمية المستدامة بمجلس النواب، والتي أعلن خلالها إدراج دراسة المشروع ضمن مخططات المكتب الوطني للمطارات، ظهرت في المقابل تدوينات أخرى تبرز تدخلات برلمانيين وجهويين كل حسب موقعه الحزبي والسياسي.
ووسط هذا التزاحم الإعلامي، لوحظت عودة نشاط ما يعرف بـ”الصفحات الموسمية” المدفوعة الأجر، والتي عادة ما تنشط بشكل مكثف مع اقتراب المواعيد الانتخابية، حيث تتخصص هذه الصفحات في تلميع صورة منتخبين بعينهم عبر نسب كل مشروع أو مبادرة عمومية إلى مجهوداتهم الشخصية، رغم أن المشاريع غالباً ما تكون نتيجة مساطر إدارية ومؤسساتية متعددة الأطراف. وقد اعتمدت هذه الصفحات في تغطيتها لهذا الملف على نشر مضامين متشابهة إلى حد التطابق، مع تغيير اسم المنتخب المعني وفق الجهة التي تمول الصفحة وتتحكم في محتواها.
ويرى مراقبون أن هذا السباق المحموم نحو تبني المشروع يعكس حالة من التسويق السياسي المبكر،و محاولة استثمار كل مستجد في الساحة التنموية لخدمة الأجندات الانتخابية، كما يطرح تساؤلات حول مدى إلتزام بعض المنتخبين بالأخلاقيات السياسية و إحترام ذكاء الناخبين الذين يتابعون هذه الحملات المتكررة في كل محطة إنتخابية.