نشر موقع Townhall.com مقالاً تحليلياً للباحث إيمانويل أوتولينغي، المتخصص في شبكات التهديد الإيرانية و حزب الله، تناول فيه ملامح التحالف الجديد بين إيران وجبهة البوليساريو، رغم ما تعرض له ما يُعرف بـ”محور المقاومة” من ضربات قاسية منذ السابع من أكتوبر 2023، بدءاً بانهيار نظام الأسد، مروراً بتراجع حزب الله و الحوثيين، وصولاً إلى الضربة القاصمة لحركة حماس، و مع ذلك، يشير الكاتب إلى أن إيران لم تفقد قدرتها على توسيع شبكتها الإقليمية و الدولية، حيث انضمت البوليساريو إلى المحور في خطوة مفاجئة.
حيث تكشف تقارير حديثة من سوريا عن احتجاز مقاتلين من البوليساريو شاركوا في “ألوية المقاومة الدولية” المدعومة من إيران دفاعاً عن نظام بشار الأسد، هؤلاء المقاتلون، الذين خضعوا لتدريبات إيرانية، تُركوا في الميدان بعد سقوط النظام، قبل أن يأمر الرئيس الجديد أحمد الشرع بإغلاق مكتب الجبهة في دمشق.
و رغم اختلاف الخلفيات الأيديولوجية بين إيران الثيوقراطية الشيعية و حركة البوليساريو ذات الجذور الماركسية و المتأثرة بالتيارات السنية، فإن التحالف بين الطرفين يقوم على براغماتية سياسية و عسكرية، تستفيد البوليساريو من التضامن الدولي المناهض للإمبريالية، فيما توظفها إيران كورقة إضافية في استراتيجيتها العابرة للحدود.
هذا المشهد يذكر بتحالفات الحرب الباردة، حين كانت موسكو تدعم حركات التمرد في أفريقيا وأميركا اللاتينية، و تجمعها في معسكرات تدريب بليبيا و لبنان، و اليوم، تعيد إيران تدوير هذا الإرث و لكن بلمسة إسلامية، قادرة على اجتذاب ناشطين عالميين من تيارات مختلفة.
في هذا السياق، برزت وجوه أوروبية وأميركية لاتينية إلى جانب البوليساريو، مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ التي زارت مخيمات تندوف مطلع العام الجاري، و النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريمة حسن التي وصفت الجزائر بـ”مكة الثوار”، و كذلك الناشط البرازيلي ماركوس تينوريو، الشيوعي السابق الذي اعتنق الإسلام الشيعي و أصبح من أبرز المدافعين عن إيران و حلفائها.
و يرى الكاتب أن هذه الشبكة الجديدة من التحالفات تكشف قدرة طهران على اختراق ساحات بعيدة وتوظيف خطاب “العدالة الاجتماعية” لصالح مشروعها السياسي. غير أن العثور على مقاتلين من البوليساريو في سوريا يسلّط الضوء على الوجه المظلم لهذه التحالفات، و يحذر من أن الحماسة الثورية لدى بعض النشطاء الغربيين قد تتحول، بوعي أو من دونه، إلى أداة تأثير في يد إيران ومحورها.
