عقدت اليوم الأحد 19 أكتوبر الجاري، الأمانة العامة للاتحاد العام للصحافيين العرب اجتماعها الدوري العادي بمدينة العيون حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، برئاسة الأستاذ مؤيد اللامي رئيس الاتحاد، وبحضور الأغلبية المطلقة من أعضاء الأمانة العامة، حيث تم خلاله بحث مختلف القضايا المهنية والسياسية والحقوقية الراهنة في العالم العربي.
و استُهل الاجتماع بعرض سياسي وتنظيمي قدّمه رئيس الاتحاد، أعقبه نقاش معمّق ومسؤول بين المشاركين، خلص إلى إصدار ما سُمّي بـ “بيان العيون المغربية” الذي جسّد خلاصات وتوجهات الاتحاد في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية.
و أكد البيان الذي توصلت «هنا الصحراء» بنسخة منه، على المواقف الثابتة للاتحاد تجاه القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تواجه اليوم أخطر التهديدات الهادفة إلى تصفيتها. وجدد الاتحاد تنديده بجرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن، والتي أودت بحياة أكثر من سبعين ألف شهيد، إضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والمفقودين.
كما ندد الاتحاد باستهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للصحافيين ووسائل الإعلام، إذ قُتل أكثر من 250 صحافياً وصحافية في غزة و12 في لبنان وسوريا، في جريمة غير مسبوقة في تاريخ النزاعات الحديثة. وطالب الاتحاد بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول هذه الجرائم، وتقديم شكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب.
وأعلن الاتحاد عن بلورة مبادرة عربية لدعم الصحافيين الفلسطينيين في غزة، تتضمن زيارة وفد قيادي من الاتحاد إلى القطاع للقاء الزملاء الصحافيين وأسر الشهداء، في خطوة رمزية تعكس التضامن المهني والإنساني.
ودعا البيان إلى وقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الجائر عن غزة، وتنفيذ برامج إعادة الإعمار، وصولاً إلى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
كما حذر الاتحاد من استمرار الفتن والنزاعات في بعض الدول العربية، معتبراً أنها تخدم أهداف المشروع الصهيوني، داعياً جميع الأطراف المتنازعة إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية وتسوية خلافاتها بالحوار والتمسك بالشرعية الوطنية ورفض التدخلات الخارجية.
وفي ما يتعلق بالصحراء المغربية، جدد الاتحاد العام للصحافيين العرب موقفه الداعم لوحدة المغرب الترابية، مؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تشكل الحل الواقعي والنهائي لهذا النزاع المفتعل، كما نوه بالجهود التنموية الكبيرة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ونبه الاتحاد في بيانه إلى تدهور أوضاع حرية الصحافة في عدد من البلدان العربية، داعياً إلى مراجعة القوانين المنظمة للصحافة والنشر وتطوير الكفاءات المهنية عبر التكوين المستمر لمواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة في المجال الإعلامي.
و في ختام الاجتماع، عبّرت الأمانة العامة للاتحاد عن خالص شكرها وامتنانها للمسؤولين المغاربة، وللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر، والمجلس البلدي والسلطات المحلية بمدينة العيون، على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم الذي واكب أشغال الاجتماع.