الفنانة “اتخانت يا جدعان”.. لنعقد ندوة صحفية!

نجاة حمص24 أغسطس 2025
الفنانة “اتخانت يا جدعان”.. لنعقد ندوة صحفية!
نجاة حمص

من الواجب علينا التنويه بالصحافة التي نفضت يدها من مشاكل الشعب وترفعت عن الخوض في أعراض الأسعار المتسيبة و ثبوت بنوة أزمة الغلاء للجائحة والحرب وثقب الأوزون وسلاحف النينجا، لتهتم بالأهم.. مثلا أزمة فنانة مع زوجها.

اعترف بجهلي التام بأغاني جل المغنيات والفنانات الحاليات وبتكاسلي غير المبرر عن كشف أغوار تفاصيل حياتهن، فلم يسبق لي أن استمعت ولو لمقطع واحد من روائعهن وخالداتهن،.. أنا “دقة” قديمة، مدمنة على أغاني الحفريات الأثرية ومومياوات الفنانين،..لكنني سأدلي بدلوي مع باقي “السطول”.

لنتجاهل تفشي داء السعار الجنسي والفتك ببراءة وطفولة فلذات أكبادنا، جيل المستقبل، ولا داعي للحديث عن الارتفاع الصاروخي للأسعار، وما يترتب على ذلك من هدر مدرسي وتفكك للأسر وتزايد حالات عدم الصبر وانتظار انتهاء الأجل، ولنبحث عن ألوان الملابس الداخليه للفنانين ولنفتش في رفوف خزانات غرف نومهم عن الأسرار الزوجية التي ستساعد في عملية انشطار الذرة وتخصيب اليورانيوم.

ولخدمة الجنس البشري، فلنناقش لايف الفنانة المقتدرة الذي جاء من باب “العشم” بعد توطد الصلة بينها وبين جمهورها، فلم يعد مستغربا ولا مستهجنا أن تعقد الواحدة من هؤلاء مؤتمرا صحفيا بعد دخولها الى الحمام او خروجها منه.. الفنان ملك لجمهوره.

وصلتني شذرات من اللايف، لم أتعرف عليها في البداية لكن فاعلي الخير تكفلوا بمحو أميتي مشكورين،.. المسكينة كانت تعقد لايفها من داخل سيارتها الفخمة، ماشاء الله لا قوة إلا بالله، تبكي بحرقة وتعدل من حين لآخر هاتفها الفاخر، وهي تحكي عما اقترفه الهزبند بحقها، كانت تشكي همها ل”حليمة” و “فاطمة الغالية” و ” الزوهرة”، فتيات القوة اللواتي لم تجدن مقعد دراسة ولا سمح لهن بالحصول على وظيفة، وأغلب فتيات الشعب هن في علاقات سامة أصلا مع مخلوقات برؤوس مربعة ونعال مقطوعة.

العنف الأسري والخيانة لا تختص بهما فئة ولا طبقة دون أخرى، فالفنانة الجميلة الشابة، التي أسبغ عليها الله نعمه كانت تتعرض لصنوف الخيانة والتنكيل، لا يعطى لها ريق حلو ولا تنعم برومانسية، تحبس في بيتها الواسع وحديقته الغناء، وتجبر على تتبع المسلسلات التركية المترجمة إلى الدارجة، وهي صابرة محتسبة تنتظر متى يسلم البعل الروح الثقيلة إلى بارئها.

فتحت الفنانة قلبها للشعب الحانق المنفلت الفرامل، عديم القدرة على ضبط الأعصاب، بسبب كثرة الأخبار المفزعة، المفجعة، المسحوق تحت ثقل الغلاء، فانهالت على المسكينة منمنمات السخرية والشماتة من كل حدب وصوب، ..يبدو أن الغلاء أتلف أعصاب الجمهور العريض، لو جاءت في زمن غير هذا لنصحت بتغيير لون شعرها و “ستايل” لبسها، لربما الزوج ” المسوعد” مل وضجر..لكنها فتحت اللايف في وقت غير مناسب.

الأزمة خانقة، لربما آن الأوان ليتعلم الفنانون فن الإحتفاظ بمشاكلهم لأنفسهم، فلكل منا ما يكفيه وزيادة ولا داعي لتقاسم تفاصيل حياتهم معنا..ماذا كانت تنتظر الفنانة الشابة ،التي تملك سكنا باسمها ورصيدا مهما بالبنك وتدر عليها السهرات عشرات الملايين ماشاء الله لا قوة الا بالله، من جمهور قصم ظهره بالمحن والغلاء والمحسوبية والظلم غير السخرية اللاذعة واللمز والتنمر؟.

ماذا تركت للمعنفات الكادحات اللواتي لا دخل لهن يؤمنهن ولا مسكن يلمهن؟..

نجاة حمص

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *