بمناسبة مرور خمسين عاماً على الإعلان عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، شهدت مدينة السمارة، مساء الخميس 16 أكتوبر، مهرجاناً خطابياً وطنياً مهيباً استعاد لحظة من أعظم لحظات الإجماع الوطني في تاريخ المغرب الحديث، حين وجّه المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، خطابه التاريخي الذي أطلق شرارة المسيرة السلمية نحو الأقاليم الجنوبية.
الاحتفال، الذي حضرته شخصيات رسمية وفعاليات مدنية وشيوخ القبائل الصحراوية، شكل وقفة وفاء وتأمل في دلالات حدث غيّر وجه المنطقة ورسخ وحدة الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد إبراهيم بوتوميلات، عامل إقليم السمارة، أن تخليد ذكرى الإعلان عن المسيرة الخضراء “هو تجديد للعهد مع روح وطنية متجذّرة، صنعت مجد المغرب ووحدت أبناءه تحت راية واحدة”.
وأضاف أن الذكرى الخمسين تحل في ظل قيادة حكيمة الملك محمد السادس، الذي جعل من الأقاليم الجنوبية نموذجاً مغربياً فريداً للتنمية المتكاملة والالتحام الوطني، مشيراً إلى أن السمارة تجسد اليوم بفضل توجيهات جلالته “دينامية متواصلة في البناء والتنمية والتعبئة المواطِنة”.
وفي بادرة رمزية تعبّر عن هذا النفس الجماعي، أعلن عامل السمارة عن إطلاق مبادرة مجتمعية تحت شعار “نحبكِ السمارة”، تروم إشراك مختلف مكونات المدينة في مبادرات تجميل الفضاء العام وتعزيز روح الانتماء والمسؤولية المشتركة.
من جهتهم، شدد المنتخبون و شيوخ القبائل الصحراوية وعدد من الفاعلين الجمعويين والنسائيين على أن المسيرة الخضراء لم تكن مجرد حدث سياسي، بل مدرسة في الوطنية والإيمان بالوطن ووحدته، معتبرين أن استحضارها بعد نصف قرن “هو استحضار لقيم الإخلاص والتلاحم والوفاء للعهد”.
ولم يكن هذا المهرجان الخطابي سوى انطلاقة لبرنامج احتفالي واسع تشهده مدينة السمارة طيلة الأيام المقبلة، بمشاركة شخصيات وطنية ودولية من مجالات الفكر والثقافة والفنون والرياضة، في تأكيد جديد على مكانة السمارة كحاضرة تاريخية وروحية للأقاليم الجنوبية