انتشر خلال الأيام الأخيرة مقطع فيديو مثير للجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الجزائرية، يُظهر مسؤولا بوزارة الصحة المغربية وهو يصرّح بأن عدد المصابين بمرض السيدا في المغرب يبلغ 18 مليون شخص. الفيديو الذي حظي بانتشار واسع أثار حالة من القلق والسخرية، خصوصا مع انطلاق موسم سياحي حيوي تعرف فيه المملكة توافدًا كبيرًا للزوار.
غير أن التحري في مصدر الفيديو ومحتواه سرعان ما كشف أن الأمر يتعلق بمقطع مفبرك، تم التلاعب به باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزييف تصريح رسمي ونشر معلومة مغلوطة، وقد تبين أن الرقم المذكور لا يمت للواقع بصلة، وأن الفيديو يدخل ضمن حملة تضليل إعلامي ممنهجة تستهدف صورة المغرب، تقودها أطراف إعلامية مُعادية.
ويأتي هذا الفيديو في سياق تصاعد المواد الدعائية المعادية التي تنشرها بعض المنصات الحاقدة، والتي كثفت من حملاتها ضد المغرب خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي الوطني، باعتباره من أعمدة الاقتصاد المغربي.
في المقابل، تفيد المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأن عدد المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة في المغرب لا يتجاوز 18 ألف حالة فقط، بحسب آخر الإحصائيات. كما يتلقى هؤلاء المصابون الرعاية الطبية الضرورية عبر 40 مركزا صحيا متخصصا موزعا على جهات المملكة.
وتؤكد السلطات الصحية أن المغرب يواصل تنفيذ استراتيجيته الوطنية لمحاربة السيدا، والتي تحقق نتائج مشجعة، وتهدف إلى القضاء النهائي على الفيروس بحلول عام 2030، تماشيا مع التزامات المغرب الدولية وأهداف التنمية المستدامة.