علمت “هنا الصحراء” من مصادر حقوقية، أن مشروع بناء ملاعب القرب بمدينة طانطان، الذي يشرف على إنجازه مجلس جهة كلميم وادنون، ويشرف على تتبعه مجلس جماعة طانطان، عرف تجاوزات تقنية أثارت استياء عدد من الفاعلين، وخاصة على مستوى ملعب شارع الحسن الثاني.
وحسب ذات المصادر، فقد لجأت المقاولة المكلفة بإنجاز المشروع إلى ربط إنارة الملعب مباشرة بشبكة الإنارة العمومية الخاصة بالشارع، قصد إضاءة الورش مؤقتا، ما اعتبره بعض الفاعلين تصرفا غير قانوني ومخالفا للضوابط المعمول بها، على اعتبار أن أي استهلاك كهربائي مرتبط بمشروع مؤقت أو دائم يجب أن يتم من خلال ربط قانوني عبر محول كهربائي خاص، يتيح قياس حجم الاستهلاك وأداء مستحقاته لفائدة المرفق العمومي.
ويستند الرافضون لهذا الربط المؤقت إلى مقتضيات القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، خصوصا في المادة 83 منه التي تنص على أن “المرافق والتجهيزات العمومية الجماعية يجب أن تدار في إطار من الشفافية والحكامة الجيدة”، كما أن المادة 65 من نفس القانون تمنع أي استغلال لملك جماعي أو مرفق عمومي دون ترخيص أو اتفاقية واضحة تضمن مصالح الجماعة ومراقبة الاستهلاك.
كما تنص مدونة الصفقات العمومية (مرسوم رقم 2.12.349) في المادة 157 على أن “كل مقاولة مكلفة بإنجاز أشغال لفائدة الإدارة ملزمة باحترام القوانين التنظيمية المعمول بها في ما يخص استعمال الموارد الطاقية والمرافق العمومية”، ويجب أن يتم استهلاك الكهرباء أو الماء أو أي خدمات أخرى من خلال عدادات فردية تتيح ضبط الاستهلاك وتفادي التبذير أو الاستغلال غير المشروع.
وفي تواصل لنوح بدر الدين، فاعل حقوقي بمدينة طانطان، صرح أنه وثق الواقعة بمحضر مفوض قضائي، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استغلال موارد الجماعة في مشاريع خاصة، مشيرا إلى وجود قضايا سابقة ضمن نفس المشروع، من بينها استغلال جرافات الجماعة، وهي ممارسات تم توثيقها عبر كاميرات مدونين.
وأضاف السيد نوح أنه يعتزم توجيه رسالة إلى وزير الداخلية وعامل إقليم طانطان، كما يعتزم رفع دعوى لدى المحكمة الإدارية، مطالبا بتدخل عاجل لمحاسبة المخالفين. ووجه نداءً مباشرا لعامل الإقليم من أجل الوقوف على هذه الاختلالات وحماية المال العام والممتلكات الجماعية من سوء الاستعمال.
ومن جهة أخرى، دعا بعض النشطاء المجلس الجماعي إلى توضيح موقفه من هذه الممارسة، مؤكدين أن “التغاضي عن مثل هذه التجاوزات قد يفتح الباب أمام فوضى في استغلال ممتلكات الجماعة وحرمانها من مداخيل مستحقة”.
وتبقى الإشارة إلى أن مشاريع ملاعب القرب تشكل مبادرة محمودة في دعم البنية التحتية الرياضية بمدينة طانطان، إلا أن حسن تدبيرها واحترام مساطر تنفيذها يظلان عاملين أساسيين لضمان نجاحها وتحقيق أهدافها التنموية.
