اتهامات للسلطات الجزائرية بسوء معاملة مبلّغين عن اختلاس مساعدات تندوف

ذكرت جريدة هسبريس أن منظمة “شعاع لحقوق الإنسان”، المهتمة بمتابعة الأوضاع الحقوقية في الجزائر، طالبت السلطات هناك بفتح تحقيق عاجل وشفاف في ما وصفته بـ”مزاعم سوء معاملة وتعذيب نفسي” تعرّض له موظفان سابقان بالهلال الأحمر الجزائري، هما ياسين بن شطّاح وهاجر زيتوني، عقب كشفهما عن خروقات تتعلق بتدبير المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين في تندوف.

وأوضحت المنظمة، في بيان لها، أنها تابعت بقلق بالغ ما سمّته “التطورات المقلقة” في قضية المعنيين، الذين قالا إنهما واجها الإهانة والضغط النفسي أثناء التحقيق داخل مقر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني ببئر مراد رايس في الجزائر العاصمة، معتبرة أن الأحكام القضائية الصادرة بحقهما تمثل مؤشراً على “توظيف العدالة لاستهداف المبلّغين عن الفساد بدل حمايتهم”.

وأشار البيان، وفق المصدر ذاته، إلى أن بن شطّاح وزيتوني كانا قد رصدا، خلال سنة 2023، تجاوزات وخروقات داخل الهلال الأحمر الجزائري، من بينها شبهات تتعلق بتحويل مساعدات موجهة للاجئين في مخيمات تندوف لأغراض غير إنسانية، قبل أن يتحولا إلى متهمين بعد رفع شكاية ضدهما بتهمة التشهير ونشر أخبار كاذبة.

وأبرزت المنظمة أن التحقيقات التي خضع لها الموظفان ترافقت مع احتجازهما لعدة أيام، قبل صدور حكم في ماي 2024 يقضي بسجن ياسين بن شطّاح عامين، منها عام نافذ، وسجن هاجر زيتوني لمدة عام، منها ستة أشهر نافذة، وغرامات مالية، بتهم تتعلق بنشر أخبار كاذبة والمساس بالحياة الخاصة عبر وسائل التواصل.

وأكدت “شعاع لحقوق الإنسان” أن الشهادات اللاحقة التي أدلى بها الطرفان بعد الإفراج عنهما تتضمن تفاصيل حول ظروف احتجازهما وما وصفاه بـ“المعاملة القاسية والضغط النفسي المستمر”، مشيرة إلى أن هذه الادعاءات، إن ثبتت صحتها، تشكل خرقاً للدستور الجزائري ولمواثيق دولية، منها اتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وختمت المنظمة بيانها بالدعوة إلى “تحقيق نزيه ومستقل في هذه المزاعم، وضمان حماية المبلّغين عن الفساد من أي انتقام أو تضييق”، مع التشديد على ضرورة “استقلال القضاء وصون كرامة الموقوفين واحترام سيادة القانون داخل المؤسسات العمومية”.