إنقطاع الشعير المدعم يفاقم معاناة الكسابين بالصحراء و يرفع أسعار اللحوم

هيئة التحرير13 ديسمبر 2025
إنقطاع الشعير المدعم يفاقم معاناة الكسابين بالصحراء و يرفع أسعار اللحوم

 

يعيش مربو الماشية بعدد من مدن الصحراء، من بينها السمارة و كلميم و طانطان، على وقع أزمة حقيقية بسبب الانقطاع المتواصل للشعير المدعم، الذي تجاوز أربعة أشهر، ما صعب بشكل كبير عملية توفير الأعلاف الضرورية للماشية، خاصة في ظل توالي سنوات الجفاف وتقلص المراعي الطبيعية.

و لا تقتصر هذه المعاناة على الكسابين بالمجال القروي فقط، بل تشمل كذلك مربي الماشية داخل المجال الحضري، الذين يعتمدون بشكل كلي على الأعلاف في تربية وتسمين قطعانهم، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.

و خلال جولة ميدانية لـ«هنا الصحراء»، بمحلات بيع الأعلاف بمدينة السمارة، تبين أن سعر كيس الشعير، بوزن 50 كيلوغراما، بلغ مستوى قياسيا، مسجلا زيادة تناهز 60 درهما، أي بارتفاع يقدر بـ1.4 درهم للكيلوغرام الواحد مقارنة بسعره المدعم المحدد في درهمين.

و لم يقتصر الارتفاع على الشعير فقط، بل شمل باقي أنواع الأعلاف الأخرى، من قبيل الفصة و النخالة، التي شهدت بدورها زيادات وُصفت بالصاروخية.

و يرجع عدد من المهنيين هذا الوضع إلى التأخر في صرف الدعم المالي الذي أعلنت عنه وزارة الفلاحة لفائدة الكسابين، وسط مخاوف متزايدة من رفع الدعم عن قطاع الأعلاف، و هو ما يعتبره كثيرون حلقة جديدة في مسلسل تضييق الخناق على الفلاحين، و قد يؤدي مستقبلا إلى اندثار نشاط تربية الماشية بعدد من جهات المملكة.

و يأتي ذلك في سياق صعب يتسم بتوالي سنوات الجفاف، وغياب دعم كاف ومستدام، إلى جانب تضييق مسارات الترحال تحت مسمى قانون الرعي والترحال، فضلا عن الخصاص الحاد في الأعلاف خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من رؤوس الماشية وتراجع ملحوظ في الثروة الحيوانية الوطنية، هذا التراجع دفع بالمغرب من وضعية الاكتفاء الذاتي في اللحوم الحمراء إلى الاعتماد على الاستيراد.

و رغم الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة والصيد البحري، من قبيل منع ذبح إناث الماشية وتقديم دعم مالي للكسابة بهدف إعادة تكوين القطيع الوطني، إلا أن مهنيي القطاع يرون أنها تظل غير كافية، ما دامت لا تراعي بشكل كامل تأثيرات الجفاف الحاد وتقليص المراعي الطبيعية، الأمر الذي يستدعي مقاربة شمولية ومستعجلة لإنقاذ هذا القطاع الحيوي.

هنا الصحراء : علي عدي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *