علمت «هنا الصحراء» من مصادر جمعوية، أن فصول التوتر السياسي بمدينة الداخلة بين رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، المنتمي لحزب الاستقلال، ورئيس المجلس الجماعي للداخلة، المحسوب على حزب التجمع الوطني للأحرار، تتواصل في مشهد يعكس تصاعد التدافع الحزبي داخل المؤسسات المنتخبة ويُنذر بتأثيرات سلبية على الاستقرار والسلم الاجتماعي بالمنطقة.
و في تصريح لـ«هنا الصحراء» قال فاعل حزبي بالداخلة، أن قضية تنظيم المخيمات الصيفية للأطفال بمدينة الداخلة فجرت الخلافات الكامنة، بعدما تحولت من ملف اجتماعي صرف إلى موضوع تجاذب سياسي محتدم، بلغ حد التراشق غير المباشر عبر البيانات والمنابر الإعلامية. وفي الوقت الذي يُؤكد فيه رئيس الجهة أن الملف تعرّض للتسييس والتضييق من قبل مصالح الجماعة، يرى رئيس المجلس البلدي أن الجهة تتجاوز اختصاصاتها وتسعى لاستغلال المبادرات الاجتماعية لأغراض انتخابية.
و أضاف الفاعل الجمعوي ذاته لـ«هنا الصحراء » أن هذه المناوشات السياسية، التي تتكرر مع كل موسم أو مناسبة، تُثير قلق عدد من الفاعلين المحليين و ممثلي المجتمع المدني، الذين عبروا عن تخوفهم من أن يتحول الخلاف المؤسساتي إلى صراع مفتوح بين أنصار الطرفين، بما يهدد التماسك المجتمعي وا لسير العادي للمصالح العامة بالمدينة.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تتصاعد الدعوات إلى ضرورة تغليب المصلحة العامة و التقيد بروح التعاون والتكامل بين المؤسسات المنتخبة، خاصة في مدينة تعد من أبرز أقاليم الصحراء ، وتُراهن الدولة على جعلها نموذجاً في التنمية و الاستقرار.
يذكر أن الأمل يبقى معقوداً على تدخل السلطات الوصية لإعادة الأمور إلى نصابها، وضمان عدم تحويل المؤسسات المنتخبة إلى منصات للتجاذب السياسي على حساب قضايا المواطنين، خصوصًا الأطفال الذين كان من المفترض أن يكون لهم نصيب من الترفيه و التنشئة الإيجابية خلال العطلة الصيفية، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة.