أكدت مصادر متطابقة لـ«هنا الصحراء» أن جبهة البوليساريو تشهد حالة من التوتر الداخلي و الجمود السياسي، وسط تصاعد الانتقادات من داخل هياكلها، وتنامي الدعوات إلى الإصلاح العميق، في ظل ما يعتبره متابعون “تيهًا تنظيميًا وسياسيًا” و”عجزًا بنيويًا” عن مواكبة تطورات المرحلة.
و أضافت المصادر التي كانت تتحدث لـ«هنا الصحراء» أن عضو الأمانة الوطنية، البشير مصطفى السيد، قدم عرضاً خلال إجتماع الدورة الأخيرة للأمانة، تضمن تقييما وصفه متابعون بـ”الصادم”، استعرض فيه حصيلة أنشطة الجبهة، و التي طغى عليها الطابع البروتوكولي من زيارات واجتماعات ومهرجانات، دون أثر ملموس على الأداء أو الروح المعنوية.، كما أشار البشير إلى غياب خطة مواجهة واضحة أمام ما أسماه “الوضع الاستثنائي”، في ظل استعدادات المغرب لما يعتبره “الحسم” المرتقب في أكتوبر المقبل(ذكرى المسيرة).
من جهة أخرى، أطلقت مجموعة من النشطاء و الفاعلين داخل جبهة البوليساريو “عريضة إصلاحية” تنتقد ما وصفته بـ”انفصال القيادة عن الواقع”، و تدين ما اعتبرته تفريطاً في الأمن و الأرض و الكرامة، مشيرة إلى تراجع واضح في السيطرة على ما تسميه “الأراضي المحررة”، و انتشار السلاح داخل المخيمات، و تدهور الوضع الأمني و الاجتماعي.
العريضة التي أطلعت عليها «هنا الصحراء» حذرت من خطورة تأجيل المؤتمر المقبل، و طالبت بتنظيمه في موعده القانوني و بشكل استثنائي من حيث التحضير و المشاركة، باعتباره محطة ضرورية لتصحيح المسار و تجديد الشرعية و إعادة الثقة المفقودة بين” القيادة و الشعب”.
ويرى متابعون أن ما يجري يعزز فرضية دخول المشروع السياسي لجبهة البوليساريو في “مرحلة موت سريري”، وسط انقسام داخلي، وغياب الرؤية، وتراجع الدعم الدولي، مقابل تمدد مستمر للواقع الميداني الذي تفرضه الرباط على الأرض.