في حادثة طالما تعودت ساكنة العيون عليها، اتجه أحد المواطنين لمستعجلات بن المهدي بعد أن واجه أعراض جد خطيرة ناتجة عن حساسية الأدوية المعروفة، التي تسبب تفاعلات خطيرة ، ومنها الإصابة بحالة مرَضية شديدة تهدد الحياة تُسمى التَّأَق.
ولمواجهة هذا التفاعل الخطير بالجسم يجب أن يتم امداد المريض بالاوكسجين على وجه السرعة وحقنه بمصل لإيقاف الأعراض القاتلة.
التعامل مع هذه الحالة لا يقبل الوقوف في طابور الإنتظار مع الحالات العادية الغير مستعجلة،رغم ذلك انتظر المريض قرابة الربع ساعة قبل أن تتفاقم حالته، ودخل في النهاية على الطبيب الوحيد المداوم بقسم المستعجلات، وقبل أن يعرف الطبيب حالة المريض قام بمغادرة مكتبه غاضبا مبررا ذلك بقوله ” سيرو تا تنظمو ونجي نشوفكم”.
وبقيت الحالة المستعجلة تنتظر لولا الاتصال بالسيد المدير الجهوي للصحة بالعيون، الذي أعطى اوامره للطبيب بالرجوع واستقبال الحالات المستعجلة.
لم يتوقف مسلسل المعاناة في مرحلة الاستقبال، فبعد ان يشخص الطبيب الحالة ويكتب الوصفة العلاجية المتمثلة في حقنة أساسية من اللازم تواجدها بجميع المستشفيات، في كثير من الحالات يتم توجيه المريض لشراء الحقنة من الصيدلية، هذا بالإضافة لقناع الاكسجين الذي ربما أصبح من الضروري على المواطن أن يتوجه به الى المستشفى الى جانب بطاقة تعريفه كاحتياط .
وكخلاصة فيجب أن يعرف المواطن أن اللوم ليس على الطبيب المداوم أو باقي الأطر الطبية، فربما ظروف الاشتغال مقارنة بالأجر لا تشجع أيا منهم على الاشتغال بأريحية، وليس اللوم هنا على المسؤولين على القطاع جهويا، بل إن المنظومة الصحية في المغرب رغم أنها تعرف اصلاحا جوهريا على مختلف الأصعدة، الا أن هذا الإصلاح يجب أن يواكبه تكوين وتأطير ذو جودة لمختلف الأطر الطبية، بالاضافة لتوفير الظروف المناسبة للإشتغال في جميع المستشفيات والمراكز الصحية.
قبل أن تحاول الدولة تطبيق أي برنامج اصلاحي يجب أن تتأكد من توفر الموارد اللازمة والأرضية السليمة لتنزيله، فمن المعيب أن تتوجه حالة مستعجلة الى المستشفى وتقتني قناع الاكسجين أو أنابيب التحليلات من خارج المستشفى.
بالاضافة لما سبق فيرى البعض أن مدينة العيون تتوفر على تجهيزات طبية متطورة، ومستشفى بلمهدي يحتضن في داخله معدات وتجهيزات كثيرة وجديدة موضوعة في قاعات مغلقة لا يتم اخراجها الا في التدشينات أو الزيارات التفتيشية أو الزيارات الملكية، لكن بمجرد انتهاء الحدث او الاحتفال ، يتم تخزينها ولا يستفيد منها المرتفقون والمرضى القاصدين لمستشفى بلمهدي.
قضية أخرى تثار بحدة في الأوساط الصحية بالعيون، هو أن ما يقع بمستشفى بلمهدي متعمد ، وأنه يدخل ضمن مخطط لوبيات الفساد التي تعيث في مدينة العيون، حيث تتفق مع بعضها البعض على إهمال المرضى القاصدين مستشفى بلمهدي ، وتشويه سمعته حتى لا يرضى أي شخص التوجه إليه ، وبالتالي فتح الباب أمام المصحات الخاصة التي بدأت تتناسل بكثرة في المدينة ، وتستقطب أطباء المستشفى العمومي الذين عندما تجدهم في دوامهم بمستشفى بلمهدي يكشرون في وجهك ( وهنا لا نعمم طبعا ) ، ويغضبون من الطوابير ، ويتعاملون بتكبر وتعالي ، بينما عندما تدفع الأموال للمصحات الخاصة يجلبون نفس الأطباء في الليل والنهار وفي وقت قياسي ، وتراهم والابتسامة تعلو أوجههم ويتعاملون معك معاملة راقية ، والسبب أنك تدفع الأموال الباهضة للمصحات التي تتوسط لجلبهم ، بينما في مستشفى بلمهدي لا تجد نفس الترحيب ، وهنا ندق ناقوس الخطر ، أنقذوا قطاع الصحة بالصحراء .