فضيحة سياسية بالعيون : طالبة تكتب خطاباً رسمياً لمستشار برلماني يكشف هشاشة النخبة بالجهات الجنوبية

هيئة التحرير16 نوفمبر 2025
فضيحة سياسية بالعيون : طالبة تكتب خطاباً رسمياً لمستشار برلماني يكشف هشاشة النخبة بالجهات الجنوبية

 

تفجرت بمدينة العيون فضيحة سياسية وُصفت بـ”الهزل السياسي”، بعدما كشفت طالبة تدرس في أحد المعاهد أنها هي من تولت كتابة الكلمة الافتتاحية لمستشار برلماني معروف في الجهة، عقب لجوئه إليها في إحدى ليالي المؤتمر الذي نظمه مؤخراً.

و بحسب المعطيات التي نشرتها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من إحدى الفاعلات التي وصفتها بـ”الغيورات” على الشأن المحلي، فإن الطالبة قدّمت أدلة تؤكّد أنها كُلِّفت بكتابة الخطاب كاملاً داخل أحد الفنادق، بعدما عجز المستشار عن صياغة كلمة رسمية تليق بمقامه وبالحدث الحزبي الذي حضره عدد كبير من المنتخبين والفاعلين السياسيين.

و تابعت المصادر أن المؤتمر نفسه كان يكتنفه الكثير من الغموض، إذ غلب عليه حضور منتمين إلى حزب الاستقلال أكثر مما حضر من المنتمين للحزب المنظم، فيما ظلّ المستشار، عند منحه الكلمة، يقدّم نفسه مرة كاستقلالي ومرة كمستشار لا يريد الخوض في الانتماء الحزبي، في مشهد زاد من حيرة الحاضرين والصحافيين على حد سواء.

و وفق رواية الطالبة، فقد بذلت جهداً كبيراً لصياغة خطاب يضم مصطلحات سياسية رصينة، مكنته من الظهور أمام الجمهور بمظهر “السياسي المحنك”، فيما ظلت هي مجهولة الهوية داخل القاعة من دون أي اعتراف بدورها. وأضافت أن المستوى الفكري الذي تضمنه الخطاب لا يعكس بأي شكل قدرات المستشار، الذي ظهر ــ حسب قولها ــ بعيداً كل البعد عن مهارات الإرتجال أو الكتابة السياسية.

و تعيد هذه الواقعة إلى الواجهة أسئلة جوهرية حول مستوى النخبة السياسية بالصحراء، وحول المعايير التي تُوصِل بعض المنتخبين إلى مواقع القرار دون امتلاكهم الحد الأدنى من الكفاءة. فكيف لمنتخب يُفترض أن يدافع عن قضايا الساكنة أن يعجز عن كتابة خطاب افتتاحي بسيط؟ ومن منح الصوت لمثل هذه النماذج التي تسيء إلى صورة التمثيلية السياسية؟

و تشير المعطيات التي نشرتها الصفحة، إلى أن عدداً كبيراً من المنتخبين و البرلمانيين بالجهات الجنوبية الثلاث يفتقرون للكفاءة و الدراية اللازمة لإعداد خطابات أو صياغة مواقف سياسية واضحة، و هو ما يطرح ضرورة إعادة النظر في شروط الترشح و معايير اختيار النخب التي تمثل المواطنين.

و أضاف كاتب المقال أن السياسة ليست مسرحاً يتلو فيه المنتخب كلمات كتبها له غيره، بل مسؤولية، و فكر، و ضمير، و موقف. و إذا استمرت ظاهرة “الطالبة تكتب والسياسي يتصوّر”، فإننا سندخل فعلاً عصر “الكتابة بالوكالة… والبرلمان الحلزونة يما الحلزونة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *