روس ينتقد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الصحراء و يعتبره خطوة للوراء لا نحو الحل

هيئة التحرير9 نوفمبر 2025
روس ينتقد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الصحراء و يعتبره خطوة للوراء لا نحو الحل

 

اعتبر كريستوفر روس، السفير الأمريكي السابق و المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء، أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن مؤخراً بشأن الملف لا يشكل تقدماً كما تروج بعض العواصم، بل يمثل — في تقديره — تراجعاً يزيد تعقيد الأزمة بدل الدفع نحو تسويتها.

و أكد روس في مقاله المطول على موقع dialogueinitiatives.org، أنه و فمنذ 2007، ظلت قرارات مجلس الأمن تدعو إلى “حل سياسي عادل و دائم و مقبول للطرفين يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي”، من دون وضع إطار عملي واضح لتحقيق هذا الهدف، مكتفية بإحالة مسار التفاوض إلى الأمم المتحدة و مبعوثها الشخصي.

و أضاف روس : غير أن القرار الأخير، الذي تولت الولايات المتحدة صياغته، مال — بحسب روس — لدعم الطرح المغربي عبر إبراز مبادرة الحكم الذاتي لعام 2007 باعتبارها “أحد أكثر الخيارات قابلية للتطبيق”، في تماهٍ ضمني مع الاعتراف الأمريكي سنة 2020 بسيادة المغرب على الإقليم. و في المقابل، غاب أي ذكر مماثل لخيار الاستفتاء الذي تتشبث به جبهة البوليساريو.

و قد اصطدم المشروع الأولي بمعارضة من روسيا و الصين و باكستان، إلى جانب تحفظات جزائرية، ما أفضى إلى تعديلات حافظت على توازن شكلي بين الدعوة لاستئناف المفاوضات و تمديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي.

و يرى روس أن القرار لن يساهم في كسر حالة الجمود؛ فالمغرب — وفق قراءته — سيواصل ترسيخ الأمر الواقع و استثمار موارد المنطقة، فيما ستتشبث البوليساريو و الجزائر بمسار تقرير المصير الكامل.

كما اعتبر أن استضافة واشنطن لجولة جديدة من المفاوضات ستكون محفوفة بصعوبات بسبب انعدام الثقة و عمق الخلافات بين الأطراف.

و يقترح روس ثلاث مقاربات لتعزيز فرص التسوية مستقبلاً:
1. إشراك الأجيال الشابة في المغرب والجزائر والصحراء الغربية لخلق قنوات تواصل تتجاوز الخطاب الرسمي المتشنج.
2. تمكين الصحراويين — في المخيمات وداخل الإقليم — من دور فعلي في تحديد مستقبلهم.
3. إرساء ضمانات دولية لأي اتفاق محتمل لضمان تنفيذه واستدامته.

و يخلص روس إلى أن استمرار التوتر المغربي-الجزائري، مقترناً بالجمود في ملف الصحراء، يهدد بتفاقم الوضع، في وقت يظهر فيه مجلس الأمن أقل قدرة على لعب دور متوازن وفاعل بعد ميل قراره الأخير نحو الموقف المغربي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *