تزفيت بالمغلف الحام و تغيير الأرصفة : شوارع العيون بين صفقات موسمية و إستعدادات لحدث مرتقب

هيئة التحرير12 أغسطس 2025
تزفيت بالمغلف الحام و تغيير الأرصفة : شوارع العيون بين صفقات موسمية و إستعدادات لحدث مرتقب

 

تشهد مدينة العيون، كغيرها من المدن المغربية، ظاهرة متكررة أثارت استياء الساكنة: عمليات “تزفيت” الشوارع بالمغلف الحام، وتغيير الأرصفة والممرات الخاصة بالراجلين بشكل شبه سنوي، كما يحدث منذ أيام بمحج محمد السادس وشارع محمد الثالث بقلب المدينة، دون أن ينعكس ذلك دائمًا على جودة البنية التحتية أو استدامتها.

و رغم رفع شعارات التنمية و التأهيل الحضري، تتبخر ملايين الدراهم من ميزانيات الدولة و المجلس البلدي و القطاعات المتدخلة في مشاريع لا تصمد طويلاً أمام أول اختبار.

أصبح المشهد مألوف : شاحنات وآليات تفرش المغلف الحام على الطرق، ورشات تعيد تبليط الأرصفة و تغيير ممرات المشاة، و صفقات محلية معلنة أو غير معلنة، ثم ما تلبث هذه الإنجازات أن تتشقق و تظهر الحفر، لتبدأ دورة جديدة من نفس الأشغال في العام الموالي.

و خلال اليومين الماضيين، واكبت هذه الأوراش حملة دعاية إعلامية لافتة، حيث تم نشر صور و مقالات عن أشغال التبليط و الترميم بجرعات كبيرة من التمجيد و التعظيم، و كأن ما يقوم به المجلس البلدي يُعد إنجازاً استثنائياً، رغم أنه يدخل في صميم إختصاصاته و مسؤولياته الدورية.

لكن، و على خلاف الانطباع السلبي السائد، يرى بعض المتابعين أن هذه الأشغال المكثفة التي انطلقت بداية غشت الجاري ،قد تكون هذه المرة جزءاً من استعدادات خاصة، إذ تتحدث أوساط محلية عن احتمال تنظيم حدث مهم خلال شهري أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، و ربما زيارة ملكية مرتقبة لحاضرة الأقاليم الجنوبية، ما قد يفسر و تيرة العمل السريعة و حجم التدخلات في المحاور الكبرى.

و بين فرضية الإعداد لحدث وطني كبير، و استمرار التساؤلات حول معايير الجودة و شفافية مساطر التعاقد و المراقبة التقنية، تظل ساكنة العيون بين أمل في أن تعود هذه الأشغال بفائدة ملموسة، و خشية من أن تتحول مجدداً إلى حلقة مفرغة من “التزفيت السنوي” و تغيير الأرصفة المتكرر، بلا أثر تنموي حقيقي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *