إتجه الوضع الأمني بمخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر بعد خسمة عقود على إستمرار إقامة جزء كبير من الصحراويين بالمنطقة الى الانحراف الخطير الذي قد ينذر بإنفجار الوضع، وخروجه عن السيطرة، فبسبب إنتشار السلاح وتلقين الشباب كل فنون القتال، أصبح مشهد الصراع الداخلي لا يخلو أبدا من مواجهات شبه يومية لإطلاق النيران.
ولأنها ليست المرة الأولى، دعى مسؤول العلاقات الخارجية بحركة صحراويون من أجل السلام محمد شريف في رسالة موجهة للمنتظم الدولي ودولة الجزائر الى التدخل العاجل لمحاولة إنقاذ ساكنة المخيمات المقيمين بتندوف.
وأشار محمد شريف خلال دعوته أن مخيمات تندوف بالجزائر التي ينبغي أن تكون ملاذا أمنا للصحراويين، أصبحت غارقة في حالة عميقة من إنعدام الأمن، مشيراً إلى حادثة ليلة الأحد 30 يونيو التي أسفرت عن وفاة شابان صحراويان، هما أحمد ولد الشيخ ولد سويد ولمغيفري ولد إبراهيم ولد بومباري، نتيجة لتبادل إطلاق النار بينهما، مؤكدا أن الوضع أصبح حرجا وغير مستقر، مشيرا إلى أن جميع الأشخاص في المخيمات تقريبًا مسلحون، مما يخلق مناخًا من العنف والخوف.
ونبه مسؤول العلاقات الخارجية بحركة صحراويون من أجل السلام لخطورة إنتشار السلاح والمرتبط بشكل مباشر بالاتجار بالمخدرات، والذي يتم بشكل خارج عن السيطرة ويعرض سلامة سكان المخيمات للخطر.
داعيا المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى التدخل الفوري وتأمين هذه المخيمات، و نشر بعثات حفظ السلام والتقييم لحماية السكان وإستعادة النظام، وضرورة تحرك الدولي لتوفير الموارد والدعم للقضاء على الأنشطة الإجرامية في هذه المعسكرات.
وبإعتبارها دولة مضيفة فقد دعا محمد شريف الحكومة الجزائرية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لهذا الوضع الكارثي، محملا إياها مسؤولية ضمان سلامة وعيش اللاجئين الصحراويين على أراضيها، ومؤكدا على ضرورة تحرك الحكومة الجزائرية لمراقبة حدودها بحزم وتفكيك الشبكات الإجرامية، وبالتالي تأمين المخيمات الصحراوية.
ودعى محمد شريف في ختام رسالته إلى ضرورة إتخاذ تدابير فورية والتي ستساهم في منع تدهور الوضع وضمان مستقبل آمن ومستقر للصحراويين الذين يعيشون بأرض لحمادة.
وتعتبر حركة صحراويون من أجل السلام قوة سياسية معارضة للبوليساريو، حيث أعلن يوم 22 أبريل 2020 مئة من القياديين والعسكريين والمدنيين السابقين بالبوليساريو القطيعة مع الجبهة، وإنشاء إطار سياسي يهدف حسب البيان التأسيسي للمساهمة في حل قضية الصحراء المغربية.