تعيش مدينة طانطان وضعا متأزما بسبب الانتشار المتزايد للكلاب الضالة، ما خلف حالة من الهلع لدى الساكنة، خاصة في الأحياء السكنية والمناطق المحيطة بالمؤسسات التعليمية. في هذا الإطار، وجه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، دعت من خلاله البرلمانية عويشة زلفى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة التي وصفتها بـ”المقلقة”.
وأشارت البرلمانية إلى أن “الكلاب الضالة باتت تهدد سلامة المواطنين وتثير حالة من الرعب في صفوفهم”، مشددة على أن تزايد أعداد هذه الكلاب في الشوارع تسبب في عدة حوادث، إلى جانب حالات عقر أدت إلى نقل المصابين إلى المستشفيات، وسط مخاوف من تفشي أمراض خطيرة، أبرزها داء السعار.
وفي ذات السياق، أكدت عويشة زلفى أن أصوات نباح الكلاب وانتشارها ليلا بات يشكل مصدر إزعاج دائم للساكنة، مشيرة إلى أن هذه القضية سبق طرحها عدة مرات دون تسجيل أي حلول فعلية على الأرض.
وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وفي رد سابق على سؤال حول نفس الموضوع بمجلس المستشارين، أوضح أن الوزارة خصصت ميزانية بلغت 70 مليون درهم خلال السنوات الأخيرة لمواجهة الظاهرة، مضيفا أن الجهود تشمل اقتناء معدات لجمع الكلاب الضالة، إلى جانب حملة واسعة لتلقيح أزيد من 80 ألف شخص سنويا ضد داء السعار.

وأضاف لفتيت أن السلطات اعتمدت منذ عام 2019 استراتيجية جديدة قائمة على عمليات التعقيم الجراحي للكلاب وتلقيحها، في إطار شراكة بين المديرية العامة للجماعات الترابية ووزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، بهدف تقليص أعداد الكلاب الضالة والحد من تكاثرها وفق معايير علمية أثبتت نجاعتها في دول أخرى.
وفي سياق متصل، تسجل مدينة الوطية القريبة من طانطان تجربة إيجابية في هذا المجال، حيث تمكنت جمعية “الرحمة لإنقاذ الحيوانات الأليفة” من خفض أعداد الكلاب الضالة دون قتلها، من خلال جمعها ورعايتها بدعم من المجلس الجماعي، مما يساهم في توفير بيئة آمنة للساكنة
ومع استمرار انتشار الكلاب الضالة في طانطان، يبقى مطلب الساكنة واضحا: تدخل عاجل لوضع حد لهذه الظاهرة المتفاقمة.