أبا الشيخ ولد باعلي، اسمه الكامل أبا الشيخ بن السالك بن أبا باعلي، من أبرز قادة المقاومة في الصحراء المغربية خلال فترة ما قبل الاستقلال. وُلد عام 1924 بمنطقة الساقية الحمراء (قرب السمارة)، وينتمي لقبيلة الركيبات (بطن أهل القاسم) .
كانت لديه تربية تقليدية بالتعليم القرآني، لكنه تميّز بحنكته العسكرية، وروحه القتالية المتميزة، إذ قاد حملات في إطار جيش التحرير ضد الاستعمار الفرنسي — ومن أبرزها معارك في فم الحصن، أم لعشار، وتاركانت — حيث أصيب عدة مرات في سبيل الاستقلال .
تُروى عنه قصة تضحية: باع قطيعا من إبله لشراء أسلحة ومعدات اتصال (راديوات) دعماً للمقاومة المحلية . كما قدّم في فبراير 1956 بيعة للملك محمد الخامس مع وفد من أبناء الصحراء .
بعد الاستقلال، انضم إلى القوات المسلحة الملكية سنة 1960، وترقّى إلى رتبة قبطان في 1967. نال وسام «فارس» من الملك الحسن الثاني سنة 1973، ثم وسام «قائد» في 1990 .
في مواجهة الاستعمار الإسباني، أسُر عام 1975 أمام نافذة “المسيرة الخضراء”، لكنه رفض الانخراط مع المحتل مقابل المال والجاه، متمسكًا بوحدانية الوطن .
كما لعب دورًا مهمًا في المجلس الاستشاري الخاص بالصحراء (1981)، كحلقة وصل بين السلطات المركزية والقبائل، داعيًا إلى الوحدة الوطنية ووضع حد للعصبية القبلية .
أبا الشيخ ولد باعلي (1924–1991) كان قائدًا صحراويًا في جبهة التحرير، تميّز بدوره المقاوم ضد الاستعمار، وأسهم بعد ذلك في بناء القوات المسلحة وربط الوحدة الوطنية، حاز أوسمة ملكية تقديرًا لخدماته التاريخية.
