“هاربون” عد تنازلي نحو المجهول

فريد أزرقي15 سبتمبر 2024آخر تحديث :
“هاربون” عد تنازلي نحو المجهول
فريد أزرقي

“هاربون” برنامج إذاعي كان يقدمه الراحل عبد الصادق بنعيسى، على أمواج إذاعة medi1. “هاربون” في عالم مواز هو رحلة شباب نحو جنة الفردوس، حيث اختار شباب هذا الوطن، “ليس طواعية” على حد تعبيرهم، أن يقوموا بهجرة جماعية نحو سبتة المحتلة، ليستقروا ربما بإحدى الدول الأوروبية لاحقا.

هؤلاء الشباب الذين تربوا على فلسفة أن الوطن هضم حقوقهم وحرمهم من حقهم في العيش الكريم، يرونه بتلك الصزرة العاتمة كسواد الليل حينما يدلهم على المدينة، هؤلاء الشباب الذين اختتروا طريق الموت نحو المجهول تاركين ذويهم بين طمأنينة المستقبل الذي سيعيشنه لو بلغوا حلمهم، وبين عتمة الليل لو راحت حياتهم.

“هاربون” وأنت تستمع إليه تستمتع بكل كلمة يلقيها عبد الصادق بنعيسى بعد نحنحة وبعد بسملة، وبعد العد العكسي، الذي عكس من خلاله عنوان البرنامج حياة شباب الوطن الذين دفعوا بحياتهم نحو مصير مجهول، فأين الخلل؟ ومن المسؤول عن هذا العصيان الجماعي؟ إن صح التعبير.

أسئلة من بين أخرى لم تجد لها إجابات شافية وكافية في الجهة الأخرى، بل في عمقها تحمل إجابات واضحة، لمن يكفلون الحق.

ضعفاء الوطن، هناك يستعدون للانتقال نحو الضفة الأخرى، والأقوى يحتفل على أهازيج أغنية “مهبول أنا”، فالضعيف هو من له حق ولا يرتجل للمطالبة بحقه، أما القوي فهو من يكفل الحق ويعطيه لمن أبى، وما كنا يوما بأمة ضعيفة ولكن كنا أحسن أمة أخرجت للناس.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


error: Content is protected !!