إجتماع مجلس جهة الداخلة بالگرگارات غدا ليس سوى رحلة سياحية لأعضاء المجلس الموقر وصرف المال العام فقط ، مجلس واد الذهب عليه أولا النهوض بمدينة الداخلة حتى ترقى الى مستوى الأمم ، فالمدينة شاحبة الوجه أثر عليها مرض فقر الدم في جميع مفاصلها خصوصا الإقتصادية ، رغم الإنتاجية الهائلة وفرصها التجارية الضخمة سوى البحرية أو السياحية أو الفلاحية .
تعجبني فكرة تدمير المدينة عن آخرها وتسويتها بالأرض بشكل تدريجي ، وجلب علماء ومهندسي إعمار من الصين وسنغافورة وأندونيسيا وإعادة بناءها بشكل يليق بموقعها العالمي بمعايير المدن الحديثة ، دون إغفال الساكنة الأصلية وجعلها شريكة للمستثمرين على طريقة ساكنة دبي ، مع التركيز على الگركارات بإنشاء منطقة حرة دولية ستكون هي الأولى من نوعها في الجيب الإفريقي جنوبا .
كل هذه الأفكار تحتاج الى نُخبة من المميزين الغيورين على أرضهم لترقى الى مستويات الأمم الراقية المنتجة حقا ، ويشرب كل فرد من معِين خير أرضه المعطاء ، لكن كل هذا يحتاج كذلك الى تغيير المناهج الدراسية العقيمة الكارثية وإعادة تأهيل الخريجين الحاليين بمدارس التكوين لملائمتهم مع سوق الشغل والأعمال وليس هذا بالعمل المستحيل ، فقد نهضت سنغافورة مثلا على مدار 50 عاما من الصفر تقريبا واستطاعت حكومتها، بفضل قدرتها على توجيه سلوكيات المواطنين وقراراتهم، أن تبني مجتمعا يحظى باحترام وإعجاب العالم وتحقيقا لهذه الغاية تعاونت الحكومة مع فريق مسؤول عما يعرف بـ الرؤى السلوكية للمواطنين، الذي يطلق على أفراده اسم وحدة التحفيز المعنية بتطبيق نظرية التحفيز على السياسات الحكومية، وهي النظرية التي فاز عنها الأمريكي ريتشارد ثالر بجائزة نوبل.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، صدق الله العظيم
علينا أن نتأكد ان الأمن يسبق الأرزاق ويسبق التنمية ، لهذا شئنا أم أبينا علينا حل مشكل الصحراء الغربية ، على الأطراف المتنازعة المملكة المغربية وجبهة البوليساريو أن تجلس بنية الحوار الحقيقي لإخراج المنطقة من ويلات حرب إن شاء الله وأشتعلت فلن تبقي ولن تذر ، وإيجاد حل توافقي لامفر منه طال الزمن أو قصُر …
أما الشعارات الفضفاضة المستهلكة سئمنا منها فقد أنتجت أغنياء حرب أتو على الأخضر واليابس في كلا الجانبين وتركت الصحراويين جميعاً يتبعون سراباً منذ 45 سنة لم يُنتج سوى إعترافا أمريكيا مصلحياً مرة يفرح جزء منا بتأكيده ومرة يتمنى جزء منا سحبه وبين هذا وذاك ضاعت السّنون تِباعاً