كانت سنة 2020 سنة إكراهات جمة، واجهت الطبيعة، الإنسان و الحيوان على حد سواء. لكن نهايتها كانت كارثية بكل المقاييس وبشكل أكبر على واد الساقية الحمراء المصنف ضمن لائحة اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية، هذا التصنيف لم يشفع له للأسف و لم يمنحه اي امتياز أو حماية من أي نوع. حيث شهد طيلة السنة خروقات جمة تمثلت في الاعتداء على الطيور و العبث بأعشاشها صيدها و جمع بيوضها، و الصيد الجائر باستعمال البنادق و الشراك، و جز القصب وقطع الأشجار التي تعد موئلاً للطيور النادرة و المهددة بالانقراض.
و بالرغم من الشكايات و البلاغات و البيانات المتكررة و التي دقت غير ما مرة ناقوس الخطر حول هذه التجاوزات بوادي الساقية، لكنها للأسف لم تجد أذان صاغية و لم يتم التفاعل معها و لو مرة.الا أن الكارثة الكبرى و الأعظم التي حاقت بالوادي و بكل هذه المنظومة الايكولوجية الفريدة مع متم السنة الماضية هو ما يتم تدبيره منذ مدة.
حيث عمدت جهة ما ( في غياب أي يافطة أو بطاقة تقنية للمشروع) الى قطع المياه عن الضفة الجنوبية من الوادي ما أدى الى تحول جزء كبير منها الى ارض جافة ذبلت معه الشجيرات و القصب.
و عمدت نفس الجهة – المجهولة الى حدود الساعة – الى ردم جزء كبير من الوادي، بمئات الأطنان من الاردام و الصخور و الأتربة (الصور )، ولا تزال ماضية في ردم الجزء الجنوبي على طول ضفة الوادي حسب ما هو ظاهر.و بالنظر الى الخطر المحقق و الأثر الهدام لهذه الأشغال التي نعتبرها بحق تهديداً سيؤدي الى القضاء على كل هذه المنظومة الايكولوجية.
تتسأل جمعية أنفيس: ماذا يجري في الوادي؟ من سمح لهذه الجهة بردم جزء كبير من الوادي في منطقة محمية بموجب القانون؟كيف لهم القيام بمشاريع في قلب منطقة مصنفة دون دراسة للأثر البيئي؟وعلى إثر كل هذا فإن جمعية أنفيس للبيئة تدين بأشد العبارات هذه التجاوزات الخطيرة في حق البيئة و منظومة ايكولوجية فريدة و ناردة، و المتمثلة في صب اردام بكميات هائلة في قلب وادي ينبض بالحياة.
و تطالب بالوقف الفوري لهذه الاعمال و فتح تحقيق حول هذا الخرق السافر و إرجاع الوادي الى سابق عهده.كما نهيب بكل الغيورين، من مهتمين و جمعيات مدنية و بيئية و الرأي العام من أجل التكاثف للوقف الفوري لهذه التجاوزات الغير مسبوقة و مسآلة المتجاوزين.جمعية أنفيس للبيئةالعيون في: 01 يناير 2021