حذر عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، من خطر ظهور تهديدات جديدة لحياة القبعات الزرق، بما في ذلك الهجمات الإرهابية، والأوبئة وغيرها من حالات الطوارئ الصحية، واستخدام عبوات متفجرة تقليدية الصنع، وانتشار خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي، في إشارة إلى ما تواجهه بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء «مينورسو».
ونبه الدبلوماسي المغربي خلال مؤتمر الأمم المتحدة الوزاري لحفظ السلام، المنعقد، أول أمس (الأربعاء)، بأكرا، إلى النزاعات التي تعرف تدخل عدد كبير من الأطراف، ما يزيد الحاجة إلى تنسيق أكبر من جانب الأمم المتحدة، إضافة إلى تآكل الحدود الفاصلة بين الوقاية من النزاعات وحفظ السلام وتوطيد السلام، ما يستلزم بلورة تصورات عملياتية تتميز، في الوقت ذاته، باستجابة أسرع وشمولية أكبر، بهدف وحيد يتمثل في التوصل إلى حلول سياسية دائمة.
وسجل هلال أن مشاركة المغرب في هذا المؤتمر الخامس تندرج في إطار انخراطه في هذا المسلسل، منذ انطلاقه في 2017، وأن المملكة المغربية تعتزم مواصلة عملها الدؤوب لتجديد وتكييف الأطر السياسية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، طبقا للرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرا هذا المسلسل المبتكر أداة مركزية في مسعى الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها من أجل عمليات حفظ سلام ناجعة وملائمة للسياقات العملياتية للقرن الحادي والعشرين، مذكرا بالتحولات العميقة للسياقات التي تجري فيها عمليات حفظ السلام.
وأكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أهمية جعل هذا المسلسل متعدد الأطراف منصة لاستشراف مستقبل عمليات حفظ السلام، باعتبارها أكثر من مجرد عمل تقني لتحديد الحاجيات، موضحا أنه تنفيذا لتعليمات جلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، سيوفر المغرب تكوينات في مركز التميز لعمليات حفظ السلام ببنسليمان، وذلك في مجالات حماية المدنيين، ومكافحة التضليل الإعلامي، والرقمنة، والتطبيب عن بعد، والصحة العقلية، وكذا حماية البيئة.
وذكر هلال بأن المملكة المغربية تعد من بين 10 دول الأكثر مساهمة بالقوات في عمليات حفظ السلام الأممية، ب1718 جنديا من القبعات الزرق في جمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان.
ويهدف مؤتمر الأمم المتحدة الوزاري لحفظ السلام إلى تعبئة الدعم السياسي من المجتمع الدولي لعمليات حفظ السلام، وتحديد الالتزامات الجديدة للدول لتعزيز عمليات حفظ السلام وتقييم تنفيذ هذه الالتزامات.