كد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، اليوم الأربعاء بكلميم، أن الذكرى ال 67 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة، تعد ملحمة تاريخية خالدة في سجل المغرب الزاخر بالمكارم والأمجاد.
وقال السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي، بالمناسبة، إن هذه الذكرى التي نخلدها بكلميم بوابة الصحراء وقلعة النضال والصمود، تعتبر محطة تاريخية وازنة وحاسمة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية التي خاض غمارها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
واستعرض المندوب السامي مراحل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي، والإسهام البارز للأقاليم الجنوبية في ملحمة الاستقلال، مشيرا إلى أن أبناء القبائل الصحراوية والمجاهدون الوافدون من كافة جهات ومناطق المغرب، خاضوا عدة معارك بطولية على امتداد ربوع وادنون والساقية الحمراء ووادي الذهب، واكتسح أبطال جيش التحرير الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني بالأقاليم الصحراوية ليحققوا ملاحم بطولية وانتصارات باهرة لم تجد معها السلطات الاستعمارية الفرنسية والإسبانية إلا التحالف من جديد فيما سمي بعملية المكنسة “إيكوفيون” لإيقاف المد التحرري المتسارع بالصحراء.
ومن هذه الملاحم الخالدة، يضيف السيد الكثيري، معارك ضد القوات الاستعمارية الفرنسية في مناطق أم العشار، ومركالة، وتاكانت، وفم الحصن، والسويحات سنة 1956، والرغيوة، ووادي الصفا، والمسيد سنة 1957، بالإضافة إلى معارك ضد القوات الاستعمارية الإسبانية بأيت باعمران، والدشيرة، وبوجدور، على التوالي سنوات 1957 و 1958 و1959.
كما استحضر الدور البارز لأبناء إقليم كلميم في كل مراحل الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري والدفاع عن حوزة الوطن، وكذا مشاركتهم المكثفة في ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره والي جهة كلميم وادنون، عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي، ومنتخبين وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم كلميم، وتوزيع 100 إعانة مالية على عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، بغلاف مالي إجمالي قدره 311 ألف درهم، تهم وإحداث مشاريع اقتصادية (4 إعانات)، وواجب العزاء (6 إعانات)، والإسعاف الاجتماعي (90 إعانة).
وتم على هامش هذا اللقاء التواصلي توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين النيابة الجهوية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريربكلميم وادنون، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، تروم صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية للحركة الوطنية للمقاومة وجيش التحرير والتعريف بها في صفوف الناشئة والأجيال الصاعدة وذلك عبر تنظيم أنشطة وبرامج تسعى إلى ترسيخ مضامين وقيم الذاكرة التاريخية.
ووقع هذه الاتفاقية كل من المدير المكلف بتدبير الأكاديمية، رشيد بشارة، والنائب الجهوي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الحبيب الكرف.