قدم الخبير العسكري والضابط السابق في جبهة البوليساريو العربي النص تصورا عاما لحادثة سقوط أربع مقذوفات بمدينة السمارة ليلة السبت 28 أكتوبر حيث رجح أن يكون السلاح المستخدم هو GRAD P والذخيرة معدلة لتصل الى مدى يقدر ب 40 كلم اذا أطلقت بالقرب من الجدار العازل .
وفي مستهل حديثه قال العربي النص الضابط السابق في صفوف جبهة البوليسارسو ” في أول ما شاهدت مقاطع الفيديو للانفجارات ورأيت أماكن السقوط و الحفر التي خلفتها هذه الانفجارات، حينها تأكدت بأنها مقذوفات وليست ألغام ولا بقايا حطام أو شيء من هذا القبيل.
وفي نفس السياق أكد السيد العربي النص في حديثه على أنه ” بعدما تأكد بأن ما أصاب المنازل هو مقذوف يطرح السؤال نفسه من أين يمكن أن يتم اطلاق هذه المقذوفات؟؟ والجواب الوحيد هو من خلف الجدار العازل الشيء الذي ينسجم مع شكل التأثيرات المعاينة، أما بالنسبة لإمكانية الإقتراب من الجدار فهو ممكن لعناصر راجلة بدون سيارة ولا دبابة للاقتراب من الجدار ورمي المقذوف من مسافة قريبة “.
كما أشار الخبير العسكري في حديثه عن طبيعة السلاح ” ما خطر في بالي من ناحية السلاح الذي يمكن أن يتم التوغل به لمسافة قريبة بدون سيارة وتنفيذ هذا الأمر هو سلاح “GRAD P” وهو عبارة عن منصة لإطلاق الصواريخ أنبوب منفرد وصاروخ والذي يبلغ مدى النموذج الأصلي 15 الى 30 كلم لكن مع الوقت أصبح يتم التعديل في تركيبة الصواريخ والزيادة في حشوة الدفع وبذلك الاطالة في مدى صواريخ grad ، وللتوضيح أكثر فإن أنبوب الإطلاق هو نفسه المتواجد في راجمات BM 21 يتم إزالة أنبوب واحد ليسهل التوغل والقدف به بدون الحاجة لسيارة، وبذلك فإن السلاح الوحيد الذي يمكن مسلحي الجبهة من التوغل دون كشف و الرمي لمسافات طويلة هو GRAD P الذي تم تعديل ذخيرته لتصل الى مدى 40 كلم” .
ويرى العربي النص في تحليل عسكري وسياسي لنتائج هذا التطور الخطير اذا ما تأكد أن البوليسارسو مسؤولة عن هذا الفعل ” تنظيم الجبهة في رأيي أنه ارتكب خطأ في حق نفسه يوازي في خطورة خطأ الاقتراب من معبر الكركرات بمعنى أطلق على نفسه النار، لماذا ؟ أولا سياسيا : الجبهة لا تريد أن تلفق لها تهمة تجعلها مصنفة كحركة إرهابية , لذلك ما ان يتم تصنيفها من طرف دولة أو مجموعة دول كحركة إرهابية الشيء الذي سيترتب عنه الكثير في القانون الدولي ، لا من حيث المتابعات وأشياء أخرى كثيرة ، هذه هي النقطة السياسية التي تجعلني أستغرب من اتخاد البوليساريو هذا القرار ! لكن بعد أن اتخذت قرار الكركارات فليس مستبعد شيء.
ثانيا عسكريا : بالتأكيد أن المملكة المغربية لديها أهداف عسكرية محددة تنتظر الفرصة أو اللحظة المناسبة لتنفيذها على الأرض، ربما تكون قصف أماكن حساسة، تأمين المزيد من الأراضي شرق الجدار ، وربما يحول دون تنفيذ هذه المخططات نوع من الإحراج و عدم وجود دافع للجيش الملكي للتنفيذ لاسيما و الستات يكو الموجود ومسلسل السلام.
لكن فور ارتكاب الجبهة لهذا الخطأ باستهداف المدنيين فهي تعطي شيك على بياض والحجة الدامغة للقوات المسلحة الملكية لاتخاذ إجراءات مضادة والتدخل .
انطلاقا من هذين النقطتين فلا يمكن أن تكون الجبهة غير واعية بخلفيات ونتائج اتخاذ هذا القرار”.
وفي أخر كلامه خلص الضابط السابق في البوليساريو الى فرضية أخرى لما حدث حيث قال ” ربما وهذا غير مستبعد أن في خضم التفكك وتأكل تنظيم جبهة البوليساريو خاصة بعد مؤتمرها الأخير والانفرادية في القرارات ، فمن الممكن أن يكون أدى كل هذا الى ظهور ما يسمى الذئاب المنفردة وهي أفراد وجماعات تظهر عندما يفقد التنظيم السيطرة بحيث تقوم هذه الجماعات أو الأفراد باتخاذ قرارات من أنفسهم ظنا منهم أنهم يقدمو إضافة لقضيتهم ، وهذا مرجح في ظل اليأس والتشتت و الإحباط الذي يعيشه تنظيم البوليساريو”.