شكل موضوع “تدبير المخاطر في مجال الصحة” محور ندوة علمية نظمت، أمس الجمعة، بكلية الطب والصيدلة بالعيون.
ويهدف هذا اللقاء العلمي، المنظم بشراكة مع جامعة “كلود برنارد ليون 1″، إلى تعزيز الوعي الجماعي بضرورة اتخاذ تدابير للوقاية من المخاطر الصحية وحسن تدبيرها.
وفي كلمة افتتاحية، أكدت عميدة كلية الطب والصيدلة بالعيون، فاطمة الزهراء العلوي الحفظي، على ضرورة إعادة هيكلة النظام الصحي، من خلال تدبير المخاطر وتكوين مهنيي قطاع الصحة.
وفي هذا السياق، شددت السيدة العلوي على ضرورة ضمان تأطير مهنيي الصحة في مجال تدبير المخاطر، خاصة مع الافتتاح المرتقب للمركز الاستشفائي الجامعي بالعيون وإعادة هيكلة المراكز الصحية للقرب.
وأشارت إلى أن كلية الطب والصيدلة بالعيون تعتزم إطلاق دبلوم جامعي حول “تدبير المخاطر الصحية”، بهدف توفير الأساليب والأدوات في مجال تدبير وتنظيم وتنفيذ برامج تدبير المخاطر الصحية.
من جهته، قدم الاختصاصي في مجال الأوبئة وأستاذ الطب الوقائي والمتخصص في الأمراض المعدية واقتصاد الصحة، جعفر هيكل، عرضا حول “تدبير المخاطر واستمرارية الرعاية في حالات الأزمات” أكد فيه على الوسائل الكفيلة بضمان جودة الخدمات ورعاية المرضى وضمان استمرارية الرعاية الصحية في حالة الكوارث الطبيعية.
واستعرض السيد هيكل، في هذا الصدد، التجربة المغربية في مجال تدبير الأزمات سواء منها المرتبطة بزلزال الحوز، ومكافحة جائحة كوفيد-19، وكذا المكتسبات التي راكمتها المملكة في مجال تدبير المخاطر الصحية بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وأشار إلى أن تعقيدات تدبير الكوارث يتطلب تضامنا مجتمعيا كبيرا، ومعرفة خاصة لدى السلطات التي ينبغي عليها أن تواكب بفعالية المبادرات على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، أبرز السيد هيكل أنه من الضروري تكوين خبراء في مجال تدبير الكوارث الطبيعية، لاسيما بالنسبة لعمليات الإنقاذ والبحث عن المنكوبين، والإخلاء، والعلاجات الطبية المستعجلة.
وأضاف أن التجارب الجماعية والمؤسساتية وتجارب المجتمع المدني، من شأنها تقوية وتعزيز تدبير الكوارث المستقبلية، مشددا على ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية لتدبير الكوارث.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضره ثلة من مهنيي الصحة من كافة التخصصات، وأساتذة من جامعة “كلود برنار ليون 1″، وعدد من المنتخبين والأكاديميين والقناصل المعتمدين بالعيون، تمت مناقشة عدة مواضيع تمحورت حول “جودة وتدبير المخاطر في مجال الصحة بالمغرب”، و”حماية المرضى قبل الجميع”، و”المريض شريكا في الرعاية”، و”تصور حول وضعية المريض بالمغرب”.