يستمر وضع العلاقات المغربية الجزائرية في التدهور، خاصة بعد إعلان الجزائر في 24 غشت الماضي، عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قبل أن تعود للتصعيد أكثر عبر بلاغ رسمي صدر بتاريخ الأربعاء 22 شتنبر الجاري، تعلن فيه الحكومة الجزائرية هذه المرة الإغلاق الفوري لمجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية والمسجلين في المغرب.
وقال بيير فيرمرين أستاذ التاريخ المغاربي المعاصر، خلال مقابلة نشرها موقع قناة “فرانس 24″ قبل قليل، أنه ” يجب ألا ننسى أن الخلاف بين البلدين معقد للغاية، ويظل عمقه دائما قضية الصحراء الغربية ورغبة الجزائر في وضع نفسها على أنها أكبر قوة إقليمية في المنطقة “.
وفي هذا السياق يرى بيير فيرمرين، أنه من الضروري البحث عن أسباب فورية لهذه التوتر، مشيرا إلى أن توقيع اتفاقيات ابراهام في شتاء عام 2020، قد ساهم في زيادة التوتربين البلدين، خاصة زأن المغرب وقع على هذه الاتفاقية المتعددة الأطراف مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول الخليج، ما نتج عنه اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء.
وأضاف الباحث الفرنسي أنه وبالنسبة للجزائر، من الواضح أن هذا سبب حربها على المغرب، خاصة وأن هذا الأخير سجل في السنوات الأخيرة الكثير من النقاط على المستوى الدبلوماسي، وعزز نفسه على مستوى الساحة الدولية، بينما ظلت الجزائر من جانبها على الهامش وبشكل سيء للغاية.
كما حذر المؤرخ الفرنسي المختص في الشأن المغاربي، من أن المغرب الكبير يظل الخاسر الأكبر في هذه القصة، مشيرا إلى أن الجزائر تدفع المغرب نحو إيجاد حلول بديلة في إفريقيا وروسيا والصين والشرق الأوسط، واليوم يبدو أن المغرب قد تخلى تماما عن فكرة السياسة الإقليمية للتوجه إلى السياسة الدولية.