بقلم: سناء صداق
حتى نكون صاديقين مع انفسنا فهناك مسؤولون فاسدون غارقون في جعل بوجدور “مدينة فساد بامتياز” فإذا سألت أي شخص يمر في الطريق العام عن الفساد..سيصدمك بأن الفساد الآن، فاق ما كان يحدث في السابق، بات مثل الماء والهواء ولطالما أجج عدم المساواة والارتياب الذي ينجم عنه، وهو ينخر إدارات مسؤولين يكونون ثراواتهم بالنهب المقنن متحدين اكبر رأس.
أما الحقيقة فأن سبب تفشيه بهذه الصورة االمرعبة في مدينة الفساد يعود إلي أن الحاشية الناهبة، تشهد فساداً منقطع النظير و،حولته إلي منظومة عمل، إلى سياسة الدولة، إلي قوانين وإلي لوائح مازلنا نسير على نهجها حتي كتابة هذه السطور،مما يجعل الفاسدين يستمرون في فسادهم ونهب أموال الشعب، بل أنهم اخترعوا وابتكروا طرق ووسائل حديثة، إضافة إلى الطرق القديمة ليكون الفساد مزدوجاً ويؤتي ثمرته، ومما لا شك فيه أن كل لصوص “مدينة التحدي”( تحدي من يسرق وينهب اكثر) يتمادون في فسادهم ما دام الصمت عنوانا للمرحلة، والسكوت علامة الرضى في مأثور الكلام، هذا الصمت الذي اغتنمه المفسدون وكأنه إشارة خضراء تبيح لهم الإتيان على اﻷخضر واليابس متخذين من “أنا ومن بعدي الطوفان” شعارا لهم بل شجعهم على الإكثار منه والتفنن فيه.
انقلبت معايير الارتقاء في المجتمع، فحينما يسيس مجال العمل، فلا مكان للكفاءات، ولا وجود لقواعد تبنى عليها القيم المهنية الصحيحة التي يلتزم بها أعضاء المهنة الواحدة، بسبب نفوذ مسؤول هنا وهناك وسطوته، أو عدم تمتع بعض المسئولين بالاستقلالية الذاتية والقوة الكافية قي قيادتهم لمناصبهم الرسمية، وهم في قمة السلطة، فالفساد بالتالي سيكون باختيارهم وإرادتهم لغياب المعايير الموضوعية في اتخاذ القرارات، وغياب الشفافية في الإجراءات المتبعة، وغياب الخصائص البطولية الملهمة التي يجب أن تتمتع بها الشخصيات التي تسير الشأن العام المحلي بهذه المدينة، حتى يحظوا باحترام حقيقي من الناس والمواطنين.
لذلك لن تكون هناك تنمية مادام هناك إقصاء للكفاءات والتقليل منها في المناصب القيادية بدلا من الإكثار منها في مختلف المواقع، ومحاربة الناجحين وتصعيب الأمور عليهم، بدلا من الأخذ بيدهم ومنحهم الفرصة لتطوير مجالات عملهم للارتقاء بهذه المدينة العقيمة وتطويرها وإنقاذها من براثن الفساد المقنن ، سواء سياسيا أو ماليا أو حتى إداري، والتي عشش فيها الكساد والفساد وفقدان النزاهة الشخصية بإرادة تامة، والحقيقة أن السلاسل المتتالية لمسئولي مسيري الشأن العام المحلي، غارقون في إثم إحالة بوجدور إلى “مدينة فساد”. فهو لم يعد يجري بالتجاوز على الدستور والقوانين فقط، بل بات يشرع له ويحصن في سلسلة قوانين تجعل أهل الثقة محل أهل الكفاءة.. وأصبح توزيع المناصب والأرزاق مرهونة بالعمل لصالح أجهزة “ما”، وشرطا للترقي إلي المناص.
الاستقلال الذاتي في الأخلاق والإرادة، والحرية في الاختيار يعدان العنصران المهمان اللذان يحددهما الشخص لنفسه، ويتوقع تحقيقهما بناء على تقديره لقدراته واستعداداته من حيث أسلوب أدائه وأيا كانت نقاط ضعف فاضحوا ملف نهب تموين او الإنعاش الوطني أو .. فل يتوقع حربا عشواء هذه الأيام، لان فتح ملفات الفساد بهذه المدينة سيؤدي إلى استنفار كلاب الفاسدين دفاعا عنهم وكلاب هؤلاء الفاسدين تجيد النباح والعض ونقل عدوى السعار أيضا فللفاسدين بطانتهم، ومن يدافع عنهم، وهي بطانيت سمنت خلال سنوات طويلة ولها مصالح في “مدينة الكنز” ولها أيضا من يعمل معاها في كل مكان، وفي كل المؤسسات، وبين الناس أيضا، تحت عناوين مختلفة ويافطات ملونة، فتح تحقيقات في هذه الملفات سيجر رؤوسا كثيرة ولن ينتظر هؤلاء حتى الإتيان بهم إلى المقصلة.
افرحوا يا سكان بوجدور “مدينة الفساد” فسيستمر نهب التموين والبقع والانعاش فأنتم تباركونهم بصمتكم.