اضاعت جبهة البوليساريو فرصة ذهبية كانت مقدمة لها من طرف ضحايا سجن الرشيد، بمناسبة المؤتمر الخامس عشر الاخير، حيث دعى الضحايا من خلاله الى محاسبة المذنبين، وتقديم الاعتذار لهم ولعائلات من توفي بسبب تلك الممارسات الشنيعة،وحسب شهادة “الشويعر محمد مولود ولد علي ولد سعيد” احد ضحايا سجن الرشيد فان رد القيادة كان صادما، ولم يكن في متسوى التطلعات، حيث تنكرت لمسؤوليتها، واضاف محمد مولود الذي خرج بشهادته هاته في يوم وفاة كبير المشرفين على التعذيب والقتل في تلك الحقبة ومسؤول جهاز الامن سابقا “سيدي احمد البطل” انه وبتاريخ 16 غشت 1977 تلقت ناحيته العسكرية رسالة بضرورة الالتحاق بالرابوني، وعند التحاقهم بالمكان المحدد ‘يضيف محمد مولود’ تم اعتقالهم من دون ذكر الاسباب، فتم تصفية تسعة اشخاص من رفاقه امامه وبشكل فظيغ، اضافة الى تعذيب البقية بشتى انواع العذاب، ثم الانتقال بهم عبر شاحنات الى منطقة قاحلة، لم يكونوا يعلموها، حتى وجدوا انفسهم بسجن الرشيد، حيث بدأت المرحلة الحقيقية للتعذيب، وقد ذكر اثناء شهادته ان المرحوم “سيدي احمد الجكاني” ظل معلقا من جهازه التناسلي الى ان توفاه الله، اضافة الى الاعتداء على امراة وقتلها و اختطاف ابنائها فيما بعد،.وتحدث محمد مولود عن مختلف وسائل التعذيب التي اشرف عليها اعضاء اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي، حيث مورست عليهم شتى انواع العنصرية و خلع الاسنان، و دفن الضحايا وهم احياء، وتجويعهم ورميهم بالآبار و تقطيع اخرين، وذكر محمد مولود الشويعر ان العديد من الموريتانيين كانوا متواجدين معهم و مورست في حقهم ايضا شتى انواع التعذيب والقتل.واضاف انه خلال لقائهم مع بعض اعضاء اللجنة التنفيذية داخل السجن، بقيادة محمد عبد العزيز الذي قال انه جاء للاستماع لهم، فاكدوا له ان امرا فظيعا قد حل باهل الصحراء، وان اصلاحه يتطلب معاقبة من تسبب بذلك.واختتم لقاءه بحصرته على ضياع فرصة المصالحة، و اكد انهم لم يغلقوا باب الصلح حرصا منهم على الصالح العام، رغم عدم معرفتهم بالاسباب الحقيقية التي جعلت الجبهة تعتدي عليهم بهذا الشكل وتقتل عددا كبيرا منهم، وعبر محمد مولود الشويعر عن خيبة امل الضحايا و التي تجلت تحديدا في عدم امتلاك قيادة الجبهة للجرأة من اجل مصالحتهم، والاستغناء عن رفع شكوى للمحاكم الخارجية من اجل انصافهم.