تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا..

رئيس التحرير16 مايو 2021آخر تحديث :
تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا..
رئيس التحرير

الكاتب: حمادة سيد الزين

لم يكن أي منا يتوقع أن تصل السمارة إلى ما وصلت إليه اليوم من “حݣرة” و “طفݣة” حتى صار كثيرون من تجار السياسة وأصحاب “الشكارة” المشبوهة والذين اغتنوا من المال العام واستغلوا مناصبهم ليراكموا ثروات أصابتهم بجنون العظمة وأن لن يقدر عليهم أحد وأن ما يملكونه من أموال حرام لن تبيد أبدا وستثبتهم في مناصبهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، صار كل هؤلاء يطمعون في تركيع السمارة وجر أهلها إلى أن يتخلوا عن دينهم ومبادئهم وأخلاقهم وما ورثوه عن الأباء والأجداد من عزة نفس وكرامة وشهامة ونبل وكرم وإيثار.

هؤلاء الذين أعمتهم أموالا راكموها بالسرقة والنهب والابتزاز وغرتهم مناصب لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم لا يعرفون من نكون؟! ولا نحن أبناء منْ؟! ويجهلون أتربينا من مال حلال أم من مال سحت؟! بل وصل بهم الحال إلى أن يبنوا آمالهم على أننا قوم نباع ونشترى كما العبيد في أسواق النخاسة، ونسوا أن “الحُرَّة تَجُوعُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا” ونسوا أننا واجهنا الشدائد والمحن ولكننا لم نركع ولم نبع أنفسنا لمن يدفع أكثر وأننا أبناء رجال ربونا على أن لا نساوم على ديننا وأخلاقنا وكرامتنا.

أين كان هؤلاء في ما مضى وأهل السمارة يعانون من الفقر والتهميش والإقصاء وقلة ذات اليد ليوزعوا عليهم بكل سخاء أموالا سرقوها باسمهم وبحجة أنهم يمثلونهم وصدق غسان كنفاني حين قال: “يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يا لوقاحتهم”. 

أين كان هؤلاء “المتفرعنين” طوال هذه السنين منذ أن تقلدوا مناصبهم بفضلنا وبفضل أصواتنا التي سنحاسب عليها أمام الله لأننا نحن من منحهم إياها ونحن من سكتنا على نهبهم وسرقاتهم ونحن من سنمكنهم من رقابنا مرة أخرى إن وثقنا في كذبهم وبهتانهم وإن نحن رضينا بأموالهم المشبوهة وأدخلناها لبيوتنا التي كانت طاهرة ولازالت وستظل ما شاء الله من الزمن.

فيا أهل السمارة الكرام لا أرانا الله فيكم مكروها ولا في عيالكم وذويكم، يا من تربيتم على القيم الحميدة والمبادئ التي لا تباع ولا تشترى إنه “زمن انتخابات” ولا يغرنكم سخاء مزيف سينتهي بانتهائها ليعود كل شيء إلى ما كان عليه، حيث نعود نحن إلى الفقر والتهميش والإقصاء من جديد، ويعود أباطرة السياسة وأغنيائها إلى عاداتهم القديمة وهي سرقة مقدراتكم ومقدرات الوطن ليزيدوا من ثرواتهم ويوسعوا من سلطاتهم ليحكموا قبضتهم عليكم ما دمتم راضين وراكعين ومطأطين رؤوسكم لمن يهينكم ويبيع ويشتري في كرامتكم وإن أنتم قبلتم بأموالهم الآن فكونوا واثقين أنه عند مجرد التفكير في محاسبتهم والوقوف في وجههم لاحقا سيجيبونكم بكل برودة أعصاب “لقد قبضتم الثمن” و”اشتريناكم” و”اشترينا صمتكم” فانتظروا إلى الشهور الأخيرة قبل انتخابات جديدة وحينها سنرى ما يمكن أن نقدمه لكم من “أموالكم” سخاء منا وكرم!!!.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


error: Content is protected !!