كشفت صحيفة إلباييس الإسبانية في مقال نشرته اليوم، أن خدمة قدمتها اسبانيا للجزائر تسببت في تسميم العلاقة مع المغرب، بعد استقبالها زعيم جبهة البوليساريو، الذي وصل إلى إسبانيا بجواز سفر دبلوماسي على متن طائرة طبية للرئاسة الجزائرية.
وأشار مقال إلباييس أن ، وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، تقدم بطلب إلى اسبانيا للمساعدة في علاج زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي كان مريضا بشكل خطير بالفيروس، ومعرضا لخطر الموت، ويتوسل من أجل إدخاله إلى المستشفى في إسبانيا.
وأضافت إلباييس أنه، وعلى الرغم من إمتناع وزير الداخلية ، فرناندو غراندي مارلاسكا ، فقد تم منحه الضوء الأخضر “لأسباب إنسانية بحتة”حسب مصادر دبلوماسية، وبالنظر إلى الطبيعة الإستراتيجية لـ العلاقات مع الجزائر، التي تعتبر المورد الأول للغاز إلى السوق الإسبانية.
وتشير بعض المصادر إلى أن الطلب سبق أن رفضته ألمانيا ؛ ويشير آخرون إلى أن الجزائر لم ترغب في إساءة استخدام كرم برلين ، حيث أمضى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ثلاثة أشهر من أصل ستة في مستشفى ألماني يتعافى من فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة الإسبانية، أن براهيم غالي وصل في 18 أبريل إلى قاعدة سرقسطة الجوية، على متن طائرة طبية تابعة لرئاسة الجزائر، وتم نقله في سيارة إسعاف مرفوقا بحراسة من الشرطة الإسبانية إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو، وأدخل زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بهويته وجواز سفره الدبلوماسي، رغم تسجيله في المركز الصحي تحت الإسم المستعار لمواطن جزائري، لأسباب أمنية.
وتابعت الصحيفة، أن وزيرة الخارجية الإسبانية لايا غونزاليس، خططت لإبلاغ نظيرها المغربي ناصر بوريطة بالأمر، لكن الخبر تسرب قبل ذلك، وتضيف مصادر إلباييس أن لايا غونزاليس تحدثت بالفعل مع بوريطة وقدمت له جميع أنواع التفسيرات، كما فعل السفير الإسباني في الرباط، ريكاردو دييز-هوتشلايتنر، في عدة مناسبات.
وذكر المقال، أن الأزمة لم تنته بعد، وبراهيم غالي يتعافى من الفيروس التاجي، كما أن قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراز استدعاه كمتهم في الأول من يونيو، وتوجد في محكمته قضيتان مفتوحتان لجرائم يزعم ارتكابها ضد منشقين صحراويين في مخيمات اللاجئين في تندوف (الجزائر).
وخلصت الصحيفة الإسبانية، إلى أن القاضي وبعد إدلاء زعيم البوليساريو بأقواله، سيقرر ما إذا كان سيفرض تدابير احترازية أو يتركه يذهب بحرية.
وأشار ذات المقال إلى أن، وزارة الخارجية الإسبانية أكدت أنه، عندما تم التصريح بدخول براهيم غالي إلى إسبانيا، حذرت من أنه يمكن استدعاؤه من قبل القضاء الإسباني ، على الرغم من عدم وجود أمر تفتيش واعتقال في حقه.