طيلة ثلاثة عقود من السكون والهدوء، لم تكن لقيادة جبهة البوليساريو اي فكرة عن مستقبل الصراع مع المغرب، ولو تحدثنا عن كون الاخير قد جهز نفسه لمرحلة كان ينتظر انطلاقها، الا أن الجبهة كانت تقدم له الهدايا من خلال فشلها في كسب مؤيدين وداعمين أقوياء تحسبا لدعمهم العسكري بالميدان، بيد ان المغرب لم يكن غبيا لدرجة انه بمجرد عودته الى الأتحاد الإفريقي عمل على احتلال أماكن تواجد البوليساريو بافريقيا، كما اهتم بازاحة تلك الدول التي تشكل علامة بارزة في الاعتراف بالدولة الصحراوية، حيث خفف من حدة تواجدها كداعم اساسي لها، ونذكر من بين تلك الدول خصوصا نيجيريا و موريتانيا.كان مستقبل الصراع على الصحراء الغربية خلال العقود الأخيرة يحمل دائما عنوان العودة الى الحرب، فمن خلال الوضعية الدولية والتي ابانت لنا ان معظم مناطق العالم تعيش صراعات لا يمكن حلها بالحوار والنقاش، إضافة إلى هشاشة المنظومة الدولية، والتي لم تعد قادرة على استعاب عديد الملفات الشائكة، نظرا للصراع الداخلي بين أقطاب دولية تستغل عدة قضايا للضغط من اجل تمرير مصالحها فقط.وضعية دولية انعكست سلبا على قضية الصحراء الغربية، من خلال عجز تام في تعيين مبعوث أممي، او حتى تخفيف حدة الخطاب التراشقي بين المغرب والجزائر خصوصا، مما أبان ان قاعدة التحالفات الدولية قد أثرت بشكل كبير على عزل جبهة البوليساريو من خلال قوة التحالفات التي قادها المغرب، وضعف تلك التي كانت تقودها الجزائر.وقد ظهر لنا ذلك مؤخرا من خلال مفاجئة المغرب للبوليساريو بواسطة وسائل حربية لم تكن في حسبان قادة الجبهة، و استمراره في عملية عزلها داخل التراب الجزائري بصفة كاملة ونهائية.في ظل ذلك كله لا زالت عملية استيعاب وضعية الفشل تسير بنمط بطيء نحو عقول قادة الجبهة، عساهم يعلموا انه كان بالإمكان افضل مما كان.