في سياق التعاون الإستخباراتي والأمني الذي يجمع المغرب وفرنسا، وبعد العملية المشتركة بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ومصالح الاستخبارات الفرنسية الداخلية والخارجية (DGSE-DGSI)، والتي تم خلالها إحباط محاولة إرهابية لتفجير كنيسة في جنوب فرنسا.
وفي تعليقه على الموضوع، الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، الدكتور عبد الرحمان المكاوي، قال، ” ليس هو الإنجاز الأول في إطار التعاون الثنائي الأمني ما بين المملكة المغربية والسلطات الأمنية الفرنسية، فقد شهد هذا الملف، ملف التعاون الفرنسي المغربي عدة أشواط، خاصة منذ سنة 2015، وعمليات أخرى تم إجهاضها على التراب الفرنسي”.
وأشار المكاوي، بخصوص عملية محاولة تفجير الكنيسة، أنها تزامنت مع عيد الفصح، وأجواء الحجر الصحي الشامل وحظر التجول في التراب الفرنسي، وهذا ما جعل الأجهزة الامنية المغربية تقوم بإخبار نظيرتها الفرنسية في مديريتي الأمن الداخلي والخارجي، بالعملية الوشيكة وعن تحييد مخاطر هذا العمل الإرهابي الوشيك، الذي كانت تحضر له فتاة عمرها 18 سنة، بمناسبة هذا العيد الديني في مدينة بيزيي جنوب فرنسا، بالتنسيق مع أمراء داعش في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
وأضاف الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن هذا الإنجاز الأمني المغربي، مكن السلطات الفرنسية من إجهاض هذه العملية، التي تم خلالها إيقاف أربع فتيات، من بينهم الفتاة التي كانت تنوي تفجير الكنيسة وذبح المصلين والتمثيل بجثثهم، حسب ما أعلنت عنه السلطات في فرنسا.
وبشأن هذا التعاون الأمني المشترك بين البلدين، أكد المكاوي، أنه يندرج في إطار انخراط الأجهزة الأمنية المغربية النشيط والفعال، في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، بهدف تحقيق الأمن والإستقرار في العالم، وكذا التعاون الجدي الذي يتمتع بالمصداقية مع الأجهزة الأمنية الفرنسية والأمريكية وغيرها من الأجهزة الامنية في العالم.
وشدد المتحدث، على أن للأجهزة المغربية خصوصياتها، ولكل جهاز أمني واستخباراتي منهج خاص به، يمكنه من متابعة وإيقاف المجرمين الإرهابيين، الذين يحضرون للعمليات الإرهابية سواء على التراب الفرنسي أو في اسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، وحتى في أماكن أخرى مثل آسيا.
كما أكد الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لها خصوصيات وأسرار لا يمكن معرفتها، لأنها تندرج في إطار السرية التامة والاستراتيجيات التي تنهجها المديرية، لرصد كل محاولة تهدف ضرب استقرار وأمن العالم.
وخلص المكاوي إلى ، أن الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية تعترف ومنذ زمن بالكفاءات والقدرات والمصداقية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية المغربية، ودورها في إحباط هذه العملية التي كانت ستهز أركان فرنسا الخمس، من شأنه زيادة الثقة في مصداقة الأجهزة الأمنية المغربية، وأن يجعلها فاعلا أساسيا في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، وكذلك كمرجع في له خصوصياته في رصد ومراقبة وتصيد الإرهابيين في مختلف أماكن تواجدهم.