قالت صحيفة The National Interest الأمريكية إن إيران تسعى دوما لإلحاق الأذى بالمغرب بواسطة عملائها في حزب الله. إلا أن السلطات المغربية، تنجح في إحباط جميع المخططات الإيرانية، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية المغربية، في إشارة لاعتقال السلطات المغربية في السادس من يناير 2021، عنصرا ينتمي لحزب الله اللبناني، أثناء دخوله المغرب.
وأضافت المجلة، أن حزب الله وإيران لديهما سجل حافل بتزوير الوثائق في السنوات الأخيرة. ففي عام 2014، تم القبض على عميل منظمة الأمن الخارجي لحزب الله، محمد أمدار، في البيرو، للاشتباه في أنه كان يخطط لهجوم إرهابي في العاصمة ليما، بعد أن دخل البلاد بجواز سفر مزور من دولة سيراليون الواقعة في غرب إفريقيا.
وتساءلت The National Interest، ما الذي كان يفعله عنصر من حزب الله بوثائق مزورة في المغرب؟ هل هو أيضا مرتبط بشبكة التزوير التي تساعد إيران وحزب الله على تشغيل خطوط الفئران من الشرق الأوسط وصولا إلى أمريكا اللاتينية ثم العودة؟ هل كان عميلا ربما حاول يسلم وثائق مزورة للآخرين؟ هل كان يدخل المغرب، مثل أمدار في البيرو، للتخطيط لشن هجوم ما؟
وكتبت المجلة الأمريكية، أن المغرب ألقى القبض على ممول حزب الله والمواطن اللبناني قاسم تاج الدين أثناء عبوره عبر المغرب في عام 2017، وبأن إيران سعت إلى رشوة المسؤولين للسماح له بالرحيل، إلا ان المغرب لم يقبل ذلك، وسلم قاسم تاج الدين إلى الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم هناك اتفاقات أبراهام، اتفاقيات السلام التاريخية التي توسطت فيها إدارة ترامب بين الدول العربية التي من ضمنها المغرب من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مما أثار استياء طهران الشديد.
وأشارت المجلة إلى، أن وصول أحد عناصر حزب الله في يناير، بعد أقل من شهر من تطبيع العلاقات بين اسرائيل والرباط، ليس بمحض الصدفة، لا سيما أنه وقع قبل شهرين فقط، من قطع البوليساريو هدنة استمرت ثلاثة عقود مع المغرب، وعاد كاتب المقال للتساؤل، عن أفضل طريقة لقلب المسمار ضد خصم أقوى من الاعتماد على حرب غير متكافئة مثل الهجمات الإرهابية من خلال وكيل؟
وذكر كاتب المقال، إيمانويل أوتولينغي، أن المغرب بمثابة حصن تاريخي من الاعتدال الإسلامي والسياسة الموالية للغرب في منطقة مضطربة غالبا ما تتعرض للتشدد، ولهذا السبب تدعم إيران تاريخيا التشدد ضد الأنظمة الموالية للغرب، بغض النظر عن توجهاتها الدينية أو السياسية.
وربط الكاتب، الموقف الإيراني الرسمي من قضية الصحراء مع موقف الجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر ردت على الدعم الإيراني في مرات عديدة كان آخرها في مايو 2020، عندما سمحت للطائرات الإيرانية بالتزود بالوقود في الجزائر العاصمة في طريقها إلى فنزويلا.
وفي سياق اخر، أظهر المقال وجها اخر من العلاقة بين إيران والجزائر، يتمثل في محاولة سعي حزب الله والبوليساريو تحويل الصحراء منطقة عبور لشحنات الكوكايين من أمريكا اللاتينية صوب أوروبا، وهو الأمر الذي يتقنه بجدية عملاء حزب الله، مؤكدا أن هذه صلة أخرى تربط بين حزب الله والبوليساريو مثيرة للقلق، تعكس استراتيجية إيرانية المشتركة مع الجزائر لكسب النفوذ من خلال تعزيز وتقوية الوكلاء ضد خصومها.
وطالب كاتب المقال، إدارة بايدن بأن تهتم بجدية بهذه التطورات، خاصة وأن المغرب يعد حليفا قويا للولايات المتحدة وكان تاريخيا صوتا معتدلا داخل جامعة الدول العربية، عندما يتعلق الأمر بالصراع العربي الإسرائيلي، وتطبيع المغرب الأخير مع إسرائيل واعد، وعلى واشنطن أن تروج له كجزء من جهد أوسع لتوطيد وتوسيع اتفاقيات أبراهام للسلام.
وخلص في نهاية مقاله، إلى أن لدى واشنطن الكثير لتخسره من تجدد الصراع في الصحراء،ويجب ألا تسمح لإيران بإرسال عملائها، مثلما فعلت في سوريا قبل عقد من الزمن،لجعل الأمور في وضع سيئ.