في قلب ميناء لمهيريز، يُبحر بحارة المنطقة يوميًا بحثًا عن رزقهم من أعماق المحيط، إلا أن البر يُثقل كاهلهم بتحديات تُضعف جودة حياتهم.
يؤكد البحارة أنهم يرحبون بأي مشروع تنموي يُعزز من إمكانيات المركز، لكنهم يُجمعون على ضرورة إعطاء الأولوية لثلاثة مطالب أساسية لتحسين ظروفهم.
أكبر همّ يثقل كاهل البحارة هو أزمة السكن، في ظل غياب مساكن لائقة، يعيشون داخل أكواخ خشبية أو قصديرية، تفتقر لأبسط مقومات الراحة، يقول البحارة: “نعيش هنا منذ سنوات، لكن ما عندنا لا ماء صالح للشرب ولا كهرباء، والوضع صعب على البحارة اللي تايزاولوا هذا المهنة فهذا المركز.”
المطلب الثاني يرتبط بالتحديات الأمنية المتزايدة. يوضح البحارة أن تدخلات البحرية الملكية أصبحت أكثر صرامة مؤخرًا، ما يسبب لهم تعقيدات أثناء مزاولة أنشطتهم، وسبق أن أعلنت جمعية الأمل لمهني قوارب الصيد التقليدية أن البحارة العاملين في قرية الصيد المهيريز، الواقعة جنوب مدينة الداخلة، يواجهون ضغوطات وإكراهات من طرف البحرية الملكية، وأكدت الجمعية أن هؤلاء البحارة يحملون رخص الصيد القانونية في المنطقة.
وأعربت الجمعية عن استغرابها من الإجراءات المتكررة التي تتخذها البحرية الملكية، والتي تتضمن حجز ممتلكات البحارة من قوارب ومحركات.
وفي ختام بيانها، أفادت الجمعية أنها وجهت خطابًا إلى عامل إقليم أوسرد والسلطات المحلية والدرك الملكي وقائد قيادة مركز بئر كندوز، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه المشكلة.
من بين أكثر المطالب إلحاحًا لدى بحارة لمهيريز، حقهم في صيد الأخطبوط. على الرغم من وفرة هذه الثروة البحرية في مياه المنطقة، إلا أنهم يُحرمون من حصتهم، على عكس باقي مراكز الصيد في المغرب. يعبر البحارة عن استيائهم قائلون: “علاش حنا محرومين من حقنا فصيد الأخطبوط؟ ممنوع علينا نصيدوه، مع أن باقي المراكز في جميع أنحاء المملكة عندها الحصة ديالها.”
البحارة يطالبون الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإعادة النظر في هذا القرار وتمكينهم من حصتهم العادلة في صيد الأخطبوط، مما سيساهم في تحسين دخلهم اليومي وظروف عيشهم.
مطالب بحارة مركز المهيريز بسيطة وواضحة: السكن اللائق، تنظيم العمل الأمني، وتمكينهم من حقوقهم في استغلال ثروات منطقتهم البحرية. يأملون أن تجد أصواتهم صدى لدى المسؤولين، وأن تُتخذ إجراءات ملموسة تُحقق التنمية الحقيقية التي طال انتظارها.