يشهد المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بمدينة طانطان وضعًا صحيًا مأساويًا، حيث يواجه المرضى صعوبات متزايدة نتيجة ضعف الخدمات المقدمة وغياب التجهيزات الأساسية. ورغم الجهود التي تبذلها الأطر التمريضية المعروفة بالكفاءة، إلا أن هذه المجهودات تظل عاجزة عن تعويض النقص الكبير في الموارد البشرية والتقنية.
وفي تصريح لـ”هنا الصحراء”، أفاد أحد المواطنين بأنه اضطر إلى نقل والده إلى المستشفى عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، حيث انتظر لأكثر من ساعة قبل أن يتمكن الطبيب من معاينته. وأوضح أن الطبيب طلب إجراء تحاليل مخبرية، لكن المفاجأة كانت أن الجهاز المخصص لهذا النوع من التحاليل معطل منذ قرابة الشهرين، دون أي تدخل لإصلاحه رغم النداءات المتكررة. وأضاف المتحدث أنه اضطر لنقل التحاليل إلى مختبر آخر خارج المستشفى، لكن رغم ذلك لم يتمكن من الحصول على أي نتيجة تُذكر بسبب غياب المتابعة الطبية المناسبة، مما دفعه للتوجه إلى إحدى العيادات الخاصة لإتمام العلاج.
وفي حالة طارئة أخرى، اضطر طبيب المستعجلات إلى تعويض طبيبة الأطفال التي تغيب عن عملها بسبب إجازة حمل، لتتفاقم المشكلة أكثر حين تُرك قسم المستعجلات بدون طبيب أثناء انشغال طبيب الطوارئ في معالجة هذه الحالة، مما خلق فراغًا خطيرًا أثّر على الخدمات المقدمة للمرضى الوافدين إلى المستعجلات.
وسبق للمستشفى أن شهد وقائع مأساوية أخرى، من أبرزها وفاة طفل خلال شهر رمضان المنصرم. الحادثة وقعت نتيجة تسمم تعرض له طفل، إلا أن تأخر نقله من قسم المستعجلات بمدينة طانطان إلى المستشفى الجهوي بكلميم في الوقت المناسب أدى إلى وفاته، ما أثار موجة غضب واستياء واسع بين ساكنة حي الطفل لتخرج في احتجاجات لمحاسبة المتسببين في هذا الإهمال ونتيجة ذلك تم إعفاء كل من مندوب وزارة الصحة والحماية الإجتماعية ومدير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني.
الوضع الكارثي الذي يعيشه المستشفى الإقليمي يُجدد الدعوات لإصلاح الأجهزة الطبية، وسد الخصاص في الموارد البشرية، وضمان خدمات صحية تتماشى مع احتياجات الساكنة، في سبيل وضع حد لمعاناة المواطنين المتكررة.