منذ أيام، طالعتنا الأخبار بنبأ العزم على تنظيم سهرة “عفنية” بالسمارة، تلاه امتعاض واستنكار واستهجان في صفوف أبناء الصحراء، قابله الجهابذة المنظمون بلامبالاة وثقة بالنفس يحسدون عليها، ونظمت السهرة رغم الأدب والذوق.
طبعا لم يكن سبب الاشمئزاز العام هو السهرة وشيخات الفنان ” حميد السرغيني”، والله ماهي عنصرية هذا اسم الفنان الشعبي،. ، فقد كان بإمكان ساكنة الجنوب أن تبلع ذلك على مضض، لكن المشكلة كانت في مكان إقامة السهرة.
انتقى المنظمون، الذين يتمتعون بعمق وبعد نظر ، ساحة مسجد معروف بالعاصمة الروحية و العلمية للأقاليم الجنوبية.. اه والله، كما سمعتم، على شساعة ارض الله الواسعة، لم تحلو في أعينهم الا ساحة المسجد، واين؟،.. في “السمارة”!.
وهكذا، أقيمت “البهرة” تلك، واطلق سراح الشيخات على خلق الله، ليدهسن ويرفسن في طريقهن على كل شيء، بحركات متشنجة عصعصية وحوضية فوضوية، تتناسب، حسب المنظمين، مع مكان التظاهرة الباذنجانية، وتشي برسوخ علم وعلو كعب وبسالة واضحة، بحضور وازن من عشاق الخلفيات وأصحاب السوابق وفارغو الهم، الذين أثثوا المشهد.
السهرة التي احياها الفنان المطمور، الذي شنف اذان الحاضرين بعد اذان الصلاة، أثارت تساؤلات كثيرة، من قبيل: ” من حرص على إقامة هكذا نشاط؟”، ” من سمح بإقامته؟”، ” هل يفكر القائمون ومن سمح بإقامة السهرة بخلاياهم الدماغية أم يستخدمون مكانا اخر للتفكير؟”